الفنان فنان بأدبه الجم
صالحة عبدالله
قنوات التواصل الاجتماعي أصبحت وحل من المهاترات بين العامة والخاصة بين المشاهير والمغمورين وحروب كلامية بين المثقفين والسوقيين؛ لتتجاوز الكلمات حدود الأدب في الرد ويكون السِّباب والشتم هو سيد الموقف الذي يجرح النظر والنفس ويحز في الخاطر، ويثير المشاحنات القبلية والطائفية والدينية.
وأكثر الأمور التي تجعلك تقف عند حدود هذه السخافة في الأسلوب هو مايقوم به بعض الفنانين والفنانات ممن لهم مساحة جماهيرية كبيرة يحمل لهم الكثيرون ذكريات تتعلق بسنين أعمارهم ومواقف هزت مشاعرهم بعض أغانيهم أو مسلسلاتهم لها تاريخ لاينسى في حياتهم .
لا أريد تخصيص أحد بعينه ولا ذكر من أقصد هنا؛ فالموضوع بشكل عام مزعج ويجعلك تقف أمام كل مبادئ إعجابك وترسم تحت اسم هذا الفنان المشهور خطوط حمراء كثيرة، وتضع علامات استفهام حول رداءة أسلوبه الذي تعدى السب للتعاطي بالأعراض متجاوزًا الدين والعرف وحتى القوانين التي تُسِنُ على عدم التجاوز والعقوبات التي وضعت لكل متجاوز في هذه المواقع.
لكن فيما أرى أن البعض يعتقد بأن لغة هذه المواقع لغة تحريضية داعية للسبّ والشتم من باب الحرية التي تتسم بها، متناسين أنه مهما كانت هذه الحرية التي سمحت بها هذه المواقع؛ فهناك أخلاق تحكمنا وبروتوكول معين لهولاء المشاهير أو (برستيج) كما يسمونه، هناك شريعة للمتحاورين لابد من الالتزام بها فالأدب ليس صنعة إنما أسلوب حياة ( وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا).
التجاوزات اللفظية غير مقبولة من العامة فيما بينهم؛ فكيف إذا جاء فنان بكل مايحمل من تاريخ جميل أو حتى العكس ويقف بكل كبرياء مشروخ، ويقول لك أنا ملك الزمان وحاكمه وفنان لكم ياعرب أطربتكم دخرًا فلا أُلام إذا أخطأت فقد بدأتم بالخطأ قبلي.
في أي مذهب هذا الذي يقول عنه ؟! وأي جاهلية يعيشها أمثال من يظنون أن تسيدهم للقلوب يعني تسيدهم على عقولنا؟!
أسماعنا هي من منحت أصواتهم قيمة.. لم يكن لحناجرهم على أسماعنا فضلًا خصوصًا بعد تلفظهم بألفاظ نابية وصلت لأعراض أخواتنا وبناتنا وحتى أمهاتنا.
لابد من فرض عقوبات على كل مسيء من هؤلاء ممن يظن بأن جمهوره الغفير سيمنحه حصانة لاتضعه أما العقوبة، وبالمقابل أيضًا يعاقب كل من لا يحترم الآخر في هذه المواقع.
تويتر وفيس بوك وانستغرام وغيرها من هذه المواقع وضعت للتواصل أن تظهر أفضل مالديك لأعكس لك أجمل مالدي لا نريد لبس الأقنعة، ولكن نتعامل بالفضيلة التي دعا لها ديننا الحنيف وحثنا عليها رسولنا الكريم، تعب أمي ومجهود أبي في تربيتي أظهره هنا، ثقافتي وفني أروج لأريجها بين معجبين حلموا كثيرا بالتواصل معك؛ ليبثونك وجدهم بك وكم يحبونك يافنان ياجميل.
أخلاقك هي مرآتك التي تعكس بها مافي داخلك من جمال أو قبح، ولا تظهر إلا في أسلوبك الذي تتعامل به مع الآخرين مهما كانت مكانتك وحجمك ومبلغ ماتملك.
أخلاقك تحدد موقعك من الإعراب إما أن ترفعك درجات أو تجرك على وجهك أو تكسر مكانتك في مجتمعك وفي قلوب محبيك.
لكل فنان جميل أحببناه؛ (زِن الكلام إذا نطقت فإنما يبدي عقول ذوي العقول المنطق)، ولا تجعلونا كمعجبين وجمهور نقف في حيرة بين ما نحمله من احترام وتقدير وبين ماتراه أعيننا من تردي أخلاقي تحمله كلماتكم هنا، وهناك بين مواقع التواصل المختلفة فتستحيل نظرتنا إليكم نظرة تهميش وتسفيه، التزامكم بالصمت أفضل بكثير من نطق ما ليس منه طائل ولا يليق بأسماعنا أو أعيننا وتحلون بالحلم فهو سيد الأخلاق.[/JUSTIFY]
[CENTER]يخاطبني السفيه بكل قبح … فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما … كعود زاده الإحراق طيبا[/CENTER]