تتساءل كل خريجة ، وكل عاطلة عن العمل وهي بحاجة ماسة للتوظيف ، هل أحتاج إلى صفعة حتى أتوظف ، وتحفظ كرامتي ؟! بعد انتشار مقطع المرأة المصفوعة على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تُصفع على وجهها من شاب مُستهتر ، وهي تقوم بعملها كبائعة في حي البلد في جدة ! ولكنها لم تكن تعلم أن تلك الصفعة ستدر عليها خيراً كثيراً وإلا ربما تمنت أن تُصفع منذ زمن !! فقد تم صرف راتب شهري لها مدى الحياة من أحد فاعلي الخير ، وأحدهم قام بترميم بيتها ، وتسديد إيجاره لمدة 6 أشهر قادمة ، وكان توجيه إمارة مكة للشوؤن الاجتماعية بجدة بصرف مبلغ 30 ألف ريال مكافأةً لها ، إضافة إلى قيام البلدية بتجهيز مبسط خاص لها ، كما نشر في بعض المواقع ! تُرى .. كم إمرأة في مجتمعنا تتمنى أن تُصفع على وجهها عل وعسى أن تُدر عليها تلك الصفعة خيراً كثيراً كما درَّت على تلك المرأة المسكينة خيراً كثيراً ؟! ونسأل الله أن يُبارك لها فيما رزقها ..
تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد العاطلات عن العمل لحملة الشهادات العُليا بلغ 44% بحسب موقع العربية نت !! وهُنَّ المؤهلات تأهيلاً عالياً ” جامعي فما فوق ” فكيف بمن يحملن شهادات أقل ، وهُن بحاجة ماسة للتوظيف في أعمال تتناسب مع شهادتهن وطبيعتهن ؟!
وخِتاماً .. ما حصل من ردود أفعال تجاه المرأة التي صُفعت على وجهها ، يدل على أننا شعب لديه بذرة خير ، والحمدلله ، ولكن مع الأسف لا نرى انهمار ذلك الخير إلا مع انتشار تلك المقاطع !! فهل ستحتاج العاطلات عن العمل صفعات من ذلك النوع حتى تدر عليهن خيراً كثيراً ؟! ولماذا لا يسعى فاعلو الخير إلى البحث عن المستحين بإخراج زكاة أموالهم بطريقة صحيحة أو المساهمة في توظيفهن بوظائف مناسبة حتى لا نرى صفعاتٍ أٌخرى ، حتى لو كانت صفعات من ذهب ، كتلك الصفعة !