متعة النقد
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي
والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)، وفي المقابل هنالك من يخشى انتقاد الآخرين بشكل ملفت، فتجده لا ينتقد أحدًا، وعندما تسأله لماذا لا توجه أو تنتقد ؟!
قال لك لأني أخاف على مشاعر الآخرين، أو لأن فلان حساس فأخاف أن أجرحه. وهذا بلا شك أنه خطأ وعلى الجانب الآخر اعتقد أن المجتمع الذي نعيش فيه هو من زرع بداخلنا المثالية التي جعلتنا نخشى الخطأ، ونخاف النقد، وننكمش عن الانتقاد، ونرفض أن ننتقد الآخرين. وإذا جاء صديق لصديقه وأراد نقده تجده يُقدم بمقدمات طويلة من الاعتذار عما سيقول، وبعد أن يوجه له النقد يكرر نفس الإسطوانة. كل هذا لكي لا يبقى في قلب من ينتقده شيئًا. أيضًا من الأشياء التي تجعلنا نرفض النقد هي صورنا الذهنية السابقة عن النقد، فنحن في طفولتنا دائمًا يوجه لنا النقد السلبي الجارح وبالتالي عندما كبرنا أصبحنا نخشى أن نُنقَد، أو نَنتقِد. وما بين الخوف من تلقي النقد أو بذله، نحتاج إلى التوازن فلا إفراط ولا تفريط، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-: (رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي) فنحن نحتاج إلى نقد الآخرين البناء؛ لكي نقيم به ما اعوج من حياتنا، والشعبي يقول: ( نصف عقلك مع أخيك) . ومن باب محبة الخير للناس نحن نحتاج أيضًا إلى نقد الآخرين وتوجيههم نحو الصواب. حكمة المقال “لا يخلو المرء من ودود يمدح وآخر يقدح” ) حكيم)[/JUSTIFY]