المقالات

رسالة ملك

رسالة ملك
سلطان الزايدي

[JUSTIFY]في الرياضة أحداثٌ كثيرةٌ بكل تفريعاتها، إلا أن كرة القدم لها النصيب الأكبر، لما لها من شعبيةٍ جارفةٍ، ولا يمكن أن تجد لعبةً أخرى تنافسها في هذه الشعبية؛ لذلك يكون التركيز عليها في المتابعة والمناقشة وطرح وجهات النظر المختلفة التي يحضر من خلالها الاختلافات وأحياناً الخلافات، لكن من الطبيعي أن نجد مَن يستغل شعبية هذه اللعبة ويتعامل معها كـ (مربي) وفق حدثٍ معينٍ، فالفكرة التي ترتبط بموقفٍ معينٍ يسهل استيعابها وتوصيل الرسالة المناسبة من خلالها، ولعلّ الأحداث المتلاحقة في هذه اللعبة من خلال الوسط الرياضي، الذي يمثله اليوم أطرافٌ كثيرون يستطيع المتلقي أن يتابع الحدث ويقيمه وفق قناعته الشخصية، لكن هذا الأمر يخضع لجوانب كثيرةٍ، ولعلّ الجانب التربوي هو الأهم فيها، وهذا الجانب سيترك التأثير الأكبر في النفس على كل المتابعين لهذا المجال بكل تفاصيله.

إن العنصرية أمرٌ مرفوضٌ تماماً، والمجاهرة بها سلوكٌ سيئ يتطلب تدخلاً عاجلاً من المسؤولين عن تأسيس نشءٍ لا يعترف إلا بالمحبة والإخاء، ويدرك جيداً قيمة الوطن، ومدى تأثير الإنسان في بقائه والمساهمة في تنميته، لذلك كان من واجبات القائد المحنّك أن يتدخل عندما يشعر أن لتدخله معنى، ورسالة يريد أن يوصلها لكل الشعب، هكذا فعل القائد الحكيم الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- عندما وجّه بإيقاف أحد أعضاء شرف النصر لخروجه عن النصّ التربوي الذي قامت عليه الدولة رعاها الله منذ تأسيسها.

اليوم يحضر ملكنا الخبير في قرار الإيقاف في التوقيت المناسب كـ (مربٍّ) ينافح عن الأخلاق ويرسّخ مفاهيمها الفاضلة، وحتى يعي الجميع أن من الأدوار المهمة التي يتمتع بها القائد العادل والحكيم المحافظة على كرامة الشعب، والشعب هنا قد يمثله فردٌ من أفراده متى عندما يتعرض لأي موقفٍ يمسُّ كرامته، وينتقص من قيمته كإنسانٍ أولاً وكمواطنٍ ثانياً، ينتمي إلى هذا البلد الرائدة في سموّ الأخلاق، الملك سلمان أحسن استغلال هذا الموقف، ووجّه درساً في التربية والأخلاق دون أن يدخل في أي تفاصيل، رغم كثرة مشاغلة المرتبطة برعاية دولةٍ كبيرةٍ كالمملكة العربية السعودية في الداخل ويحفظ حقوقها خارجياً، وهذا دليلٌ على حرصه -حفظه الله- ومتابعته الدقيقة لكل شؤونها.

في الحياة مواقف كثيرةٌ، وأحداثٌ متفرقةٌ، والذكي فقط مَن يستغلّ تلك المواقف لإيصال الرسالة المناسبة التي يفهما الجميع، ويتعلم منها كل فردٍ ينتمي إلى هذا المجتمع، وهذا باختصارٍ ما فعله الملك سلمان -حفظه الله- ورعاه عندما استغلّ نقاشاً رياضياً صدر عن شخصٍ غير مسؤولٍ؛ ليقدم أروع الدروس في الأخلاق والتربية، وليدرك الجميع أنه لا أحد فوق النظام والعدل الذي من أهم أسسه المساواة بين الجميع.

المجتمع الرياضي السعودي تعلم من الأب الحنون ملكنا الحازم معنى المواطنة ومدى تأثيرها في نفسه، ووجّه رسالته من هذا المنطلق.
إن الخلافات في وجهات النظر في الرياضة أمرٌ إيجابيٌّ ومهمٌّ، يعطي الرياضة وخصوصاً كرة القدم رونقاً مختلفاً وحماسةً في المتابعة، وتنمي لدى الفرد القدرة على التفكير وتبني وجهة نظرٍ تخصّه، لكن متى ما خرجت وجهة النظر هذه عن الإطار المقبول الذي فيه إساءةٌ للغير بأي شكلٍ من الأشكال، فهنا ينبغي أن يتوقف الأمر عند حدّه، وليس في الرياضة وكرة القدم ما يستوجب أن يتعامل الشخص فيها بفوقيةٍ وبردة فعلٍ لا تليق بالمجتمع.

فالرياضة في كل أنحاء العالم تقرّب أبناء المجتمع الواحد من بعضهم البعض، وهذا الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة من المهم أن يُستغلّ بالشكل الصحيح، وأن يقدم من خلالها الصورة الجميلة المثالية التي من الطبيعي أن يتحلّى بها الإنسان المسلم، لا أن تكون سبباً للفرقة والتناحر، فإن حدث ذلك تكون قد فقدت دورها الجوهري والمهمّ، ووجب حينها التدخل ومعالجة الأمر وفق ما يقتضيه العدل والإنصاف…

اليوم حضور الملك سلمان في موقفٍ ينبذ فيه العنصرية، وهذا يؤكد على ضرورة سنّ القوانين وفرض العقوبات الإعلامية على الجميع دون استثناءات، فالتجاوزات من أي نوعٍ إن لم يكن لها ما يردعها من أنظمةٍ وقوانين لن تتوقف، وقد تستفحل إلى أن تصل إلى أبعد من العنصرية…[/JUSTIFY] ودمتم بخير ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى