المتابع لجغرافية مكة المكرمة وما تشهده من مشاريع جبارة بدءًا بالتوسعة المباركة للمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه؛ مرورًا بمشروع قطار الحرمين والنقل العام إضافة إلى مشروعات الهدم التي تلاحق العشوائيات والجسور في منظومة التطور العصري للارتقاء بالمنطقة؛ لتواكب الكثافة السكانية وتلك الأعداد الكثيفة لزوار مكة المكرمة من الحجاج والمعتمرين، وما تشهده المنطقة من الأعداد المهولة للمركبات الصغيرة الخاصة والأجرة والشاحنات بجميع فئاتها، التي هي من متطلبات التنمية الإنشائية للعاصمة المقدسة، إضافة إلى مشروعات التوسعة في البنية التحتية للكهرباء والصرف الصحي، كل تلك المتغيرات المكثفة على المساحة الجغرافية المحاطة بالجبال الشاهقة التي تؤدي بالضرورة لمزيد من التحويلات والإغلاقات المؤقتة للشوارع والطرقات الناتج عنها، ومن وجهة نظري المتواضعة حالة من الإرباك في خطط السير التي لحقها بعض النقد وعدم الرضا من قاطني مكة المكرمة وزائريها والتي تداولتها العديد من وسائل الإعلام والتواصل المحلية.
ولكن هل وضعت نفسك أيها الناقد مكان ذلك المسؤول عن السير في المنطقة وتلك المشاريع المهولة المسبقة التخطيط منها والمفاجئة أحيانًا؟! بل هل فكرت يومًا الوقوف برهة من الزمن على مداخل مكة المكرمة ومخارجها لتتأمل تلك الأعداد الكثيفة من المركبات صغيرها وكبيرها في أوقات الذروة وغيرها؟!
عندها ستسأل الله سبحانه اللطف بعباده ولن تتردد بالدعاء المعطوف بالثناء للقائمين على تنظيم خطط السير من رجال المرور وغيرهم الساهرين على راحتنا وفلذات أكبادنا طلاب وطالبات المدارس والجامعات؛ ليصلوا إلى محافل العلم بيسر وسهولة، ولا يفوتني ذلك الجهد المبذول لمنع الشاحنات الكبيرة من التنقل في المنطقة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية وإن تمكن بعضهم من الانفلات من تلك الرقابة بتحايل منبوذ عبر الطرقات الداخلية للأحياء المكتظة بالسكان والمدارس بما يربك حركة السير، ولكل ما أوردته وزيادة أقول بإنصاف لا يتخلله رياء شكرًا سعادة العقيد سلمان الجميعي مدير مرور العاصمة السابق متمنيًا له التوفيق فيما أسند إليه من مهام في خدمة الوطن، ومرحى لسعادة العقيد طلعت المنصوري لتكمل المسيرة وقد نلت الثقة لتحمل الأمانة لخدمة أم القرى، وأنتم بعون الله ثم بمن حولكم من المخلصين للوطن أهلًا لتحمل المسؤولية المناطة بكم لا سيما وبشائر الشهر الفضيل تلوح في الأفق وما يصحبه من كثافة للمعتمرين والمتسوقين في المنطقة المركزية وغيرها والحاجة ماسة إلى المزيد من الجهد.
ولتسقط مقولة: (إن المرور تحول إلى نجم وساهر) آمل منكم زيادة تواجد فرقكم الميدانية على الطرقات العامة وداخل الأحياء والمخططات وحول المدارس التي تشهد أحيانًا بعض التصرفات الطائشة في مواسم الاختبارات وكذا بذل المزيد من الجهد لتحجيم أو تنظيم تنقلات سيارات الليموزين الفارغة التي تزيد من الزحام وخاصة في أوقات الذروة على تلك الطرقات التي تشهد كثافة وسائل المواصلات مثل الدائري وغيره، أما بالنسبة لعدسات كاميرات ساهر المثبتة على الإشارات المرورية وبعد أن أثبتت جدارتها في ردع المستهترين من قاطعي الإشارات، آمل زيادتها لتشمل جميع المنطقة،
وفقكم الله تعالى وأعانكم على ما تحملتموه من الأمانة لخدمة البلد الحرام من ولاة الأمر -حفظهم الله- وسدد على دروب الخير خطاهم، وأنتم بعون الله أهل لذلك، أختم بالصلاة على النبي الهاشمي محمد وآله وصحبه وسلم.