على قيد الحياة بلا حيــاة أطفال فلسطينيون وسوريون ويمنيون ومن دول عربية كثيرة وكبيرة مشردون هائمون يفترشون الأرض ويلتحفون السمــاء وأسوأ من ذلك تلقف منظمات المتاجرة بالبشر لهم واستغلالهم ويزداد حجم معاناتهم وتشتد مصيبتهم بأسرهم من قبل منظمات الإرهاب والمتاجرة بالدين والوطن وتحويلهم إلى دمى صامتة تتحرك بإمرة قادة حرب مشبوهين لا يشبهون في الدموية والقتل حتى التتر عصابات إجرام واستغلال لفقرهم المدقع وجهلهم وبراءتهم وجهل أسرهم وحاجتهم لفقدان آباءهم في حروب يدفعون ثمنهـا ويخلصون فاتورتهـا عبر سنين استغلال
يتم استغلال الطفولة العربية منذ زمن بعيد بأعمال شاقة وخطيرة ومحرمة دولياً وعدم ضمان أبسط حقوقهم من أمن وتعليم وصحة وسواه وذلك عبر العالم بطرق ووسائل وأساليب خبيثة سواء الأطفال المقيمين بالدول العربية كسوريا واليمن أوفي دول آسيا وأوروبا وأمريكا وغيرهـا بعدة سبل منها شبكات التواصل الاجتماعي والاتصالات السرية المختلفة ومواقع بيع خفية إلكترونية وغير إلكترونية .
ثم يتم غسل أدمغتهم وبرمجتهـا على الدموية والقتل بعد تعرضهم لما لا يخطر ببال إنسان أو يتحمله حتى حيوان من ألوان العذاب الجسدي والعقلي والنفسي ويتم شحنهم بالحقد والكراهية وتلوين قلوبهم البيضاء بكل الألوان السوداء في العالم .
إنه جحيم المنظمات العالمية ومنظمات الإرهاب التي تلبس الثياب العربية بلكنة عربية واضحة ولغة أجنبية مفضوحة.
لم يأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أي غزة ومن غزواته أو سرايا الجهـاد للأطفال بخوض معركة أو حتى المشاركة فيهـا بل رد من أراد المشاركة منهم فيها كما في غزوة أحد ولم يقع أي استثناء لذلك في أي طاريء من طواريء الخوف والزلزلة والإرجاف التي مرَّ بهـا المجتمع المدني عبر تاريخه حتى تاريخ الضعف والقلق كيوم حنينٍ وأيام الأحزاب وعهد القوة كفتح مكة وغيرهـا .
وما ترتكبه منظمات داعش بسوريا والعراق وما يفعله الحوثيون في اليمن من خلل في الفكر والعقل وتعويض عن نقص الرجال بالأطفال هو جهل بالسياسة وأصول الحرب في الإسلام فحتى الديانات الأخرى والقوانين الدولية تحرم بشدة وبقوانين صارمة أي لون أونوع من استغلال الأطفال ورغم تلك القوانين فإن المنظمات العالمية في الغرب والشرق شركاء في جريمة وأد الطفولة العربية والعالمية رغم إدعاء حقوق الإنسان ومنظمات إنسانية لاتعدو كونهـا في الغالب تنظيراً لسياسة ما تحت غطاء إنساني بهيج وإن هذا التوجه لايمنع التعاون معهـا في أي عمل إنساني لحماية ورعاية الطفل العربي وغيره أياً كانت ديانته أوطائفته أو مذهبه .وحفظ حقوقه وتطويرهـا .
أما التوجيه والهدي النبوي فهو خطاب الرحمة المهداة لأطفال العالم ففي سيرته العطرة كان يتأخرفي سجوده لأجل لعب الحسين في طفولته على ظهره الطاهرالشريف ويعجل في صلاته حين يسمع بكاء الصبي شفقة عليه وعلى أمه رغم تعظيم قدر الصلاة عنده أحد أركان الإسلام التي فرضت عليه فوق سبع سموات ومع ذلك يعجل بهـا لدمعة طفل .
إن مشاهد الرحمة واللطف وصور العناية والرعاية والحماية النبوية لحقوق الطفل ـ في السيرة النبوية الشريفة العطرة ـ أكثر من أن تحصر في حروف يسيرة ولا يحيط بهـا كتاب وهي لا تخفى على متتبع .
أين هذا من المشاهد التي يستغلهـا الحاقدون على الإسلام وأهله وهي مشاهد مروعة ومقززة في يوتيوب ووسائل إعلام أخرى كالتواصل الاجتماعي التي يتناقلها الملايين لمنظمات ودول القتل والذبح واستغلال الأطفال وذبحهم بصناديق وبراميل متفجرة وغازات كيماوية وأسلحة محرمة دولياً وماذا عساه أن يقول أو يكتب المؤرخ الشهير ابن الأثير
(ت 630هـ ) عن جرائم منظمات وأنظمة دول وجماعات إرهاب وهو الذي تردد في فضائع التتر سنين عن كتابة تاريخهـا استعظاما لهـا حين قال (( فياليت أمي لم تلدني وياليتني مت قبل حدوثهـا وكنت نسياً منسياً )) وهوالقائل (( فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلهـا لكان صادقاً فإن التواريخ لم تتضمن مايقاربهـا ولا مايدانيهـا )) ولاشك أن ما حصل في عصرنا من جماعات استغلال البشر والمنظمات الإرهابية وأنظمة التغول والإرهاب الدولي أكثر فضاعة وشناعة وتزيد بما حصل فيهـا من الصد عن الإسلام وأهله وغير ذلك من الشرور التي شوهت معالم الإسلام ووأدت الطفولة في مهدهـا العربي
{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ . بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }