المحليةالمقالات

الشباب وتغيير الثوابت

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]الشباب وتغيير الثوابت[/[/COLOR]ALIGN]

في زمن المتغيرات كل شيء يتبدل حتى الفكر البشري يمر بمراحل تغيير قناعات مختلفة , قد تكون متقاربة أو متفاوتة إنما يبقى التغيير مطلب أساسي لمسايرة الحياة , والمتتبع لجيل هذا اليوم من الشباب يجد في دواخلهم الكثير من الثوابت السابقة قد تغيرت في مجال طلبهم للعمل , فالشاب الذي كان يحلم بأن يصبح مديراً بعد حصوله على الشهادة الجامعية صار أقصى مطلبه الحصول على وظيفة مضمونة الدخل والمستقبل , ومن كان مطمحه مرتبةً أعلى بعد الثانوية تغيّرت قناعاته للقبول بما يفي بمتطلبات حياته الشخصية , وهكذا تدور عجلة الحياة , إنما الثابت الوحيد الذي لم يتغيّر وإن حدث عليه تغيير فهو يشبه مايتناقله العلماء بأن الأرض تدور ولكن بني الإنسان لايصيبهم الدوار من دورانها نظراً لبطئها ,
[COLOR=crimson]إن هذا الثابت الذي لم يتغيرهو مخرجات التعليم , [/COLOR]

فمخرجات التعليم الأساسي ([COLOR=green] الابتدائي والمتوسط [/COLOR]) لاتتوافق مع متطلبات التعليم الثانوي , وأيضاً مخرجات التعليم الثانوي لاتتماشا ومراحل التعليم الجامعي وفي المحصلة النهائية جميع ماتعلّمه الطالب في ستة عشر عاما أو يزيد لاتقدم له فرصة وظيفيّة واحدة ( لا نـَقـُل مرموقة ولكن ينطبق عليها مسمى وظيفة ) وعليه أن يعود أدارجه من الصفر في مجالات التدريب والتأهيل والتهيئة لسوق العمل فما يتم تلقينه للطالب خلال فترة دراسته الطويلة تعجز عن تلبية حاجات سوق العمل .

إذا هناك حلقة مفقودة بين المجال التعليمي والمجال العملي نستطيع تسميتها بـ ( [COLOR=crimson]حلقة المعلومة والمعرفة[/COLOR] ).

فما نقرأه ونشاهده في المقررات التعليمية لأبناءنا هو معلومات قد يزيد بعضها عن حاجة الطالب فتبصح (حشو كلامي) وكم هائل من (المعلومة الزائدة) وهذا ينطبق عليه مبدا التلقين كالببغاء ينطق بما لايعلم . إنما الحاجة الحقيقة في هذا الزمن المتغير شكلا ومضموناً هو تقديم المعرفة أولا ثم المعلومة ثانياً . والمعرفة تتم بالممارسة , كمثال على الممارسة العملية في مجال التقنيات هو مانلاحظه على ابناءنا أثناء

تعاملهم مع الانترنت والهاتف النقال وقيادة السيارات وغيرها الكثير فأحياناً بل المؤكد أن من يمارسون التعامل مع هذه التقنيات يتقدمون على أباءهم من الجيل السابق وربما على المنتجين لتلك التقنيات . إذا هنا تتقدم المعرفة لأنها تمت بالاكتشاف والاختزال لا التلقين والتحفيظ .

ولعل القاريء الكريم يقول في نفسه : ليس بهذه السهولة جعل جميع طلبة المدارس يمارسون عملياً كل المعارف المطلوبة , فأقول إجابة على هذا التساؤل دعنا ( نرسم مخططاً ذهنياً تخيلياً ) ينطبق على مناطق المملكة الجغرافية , ولنأخذ مثلاً منطقة جدة فهي منطقة صناعية أليس من الممكن جعل أعلى نسبة لتعليم أبناء تلك المنطقة في المجال الصناعي , والمنطقة الشرقية منطقة بترولية ماذا يحدث لو كانت نسبة التعليم بالممارسة في مجال البترول لأبناء تلك المنطقة , والمناطق الصحراوية لماذا لايكون تعليم الأبناء فيها في مجال دراسة الثروة النباتية والخصائص الصحراوية والآثار والثروة الحيوانية . وهكذا مع الزمن سنجد لدينا من ابناءنا أجيالا قادمة قادرة على الإبداع في مجال الأعمال ويتم التناسق بين المجال التعليمي والعملي وبالتالي نستطيع المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وتخفيف عمق الفجوة الهائلة الموجودة حالياً بين مايتم تعليمه وما يحتاجه السوق لنحقق لأجيال المستقبل مستويات وظيفية أفضل ولمستقبل الوطن كوادر قادرة على الوفاء لوطنها بخدمته.

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]عطية الخلف[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مبدعا ياسمو الفكر في كل حالاتك

    نعم التعليم الدراسي اغلبه حشو بالعقول

    ولو تنوع التعليم حسب الحاجات البيئية لانحلت مشكلة البطالة

    وتحقق الامل

    تقبل تقديري

  2. نعم أخي عطيه الخلف

    بالرغم من التقدم الهائل اللذي وصلنا إليه

    فإن المستوى الوظيفي يسير عكس المدار

    ويتراجع يوما" بعد يوم

    ولو طُبِق ماذكرته أعلاه في المدارس

    لأصبح هناك تأمين وظيفي لكل فرد حينها لن يصيب الفكر لدى الشباب بالفشل الذريع

    خاصة" بعدما ييأسون في عدم تحقيق ماكانو يحلمون به وهم مازالو صغار السن

    لكن كلنا أمل بالله أن يحضى شبابنا وأولادنا مايستحقونه وأكثر …

    يعطيك العافيه أخي
    باركك المولى أينما حللت …

  3. ليس في مجتمعنا فحسب
    بل في كل بقاع العالم بدأت هذه الثوابت تتغير ولكن الذي هنا لا ..للاسف
    فالمشكلة اننا ننظر للوظيفة صورة و..هيئة ومركز لذلك يحرص الكثير على الاعمال المكتبية او المريحة او المرموقة جداً وهنا تقل الفرص ويحبط الشباب …
    ولو تخيلت لوجدت ان هناك من سيترك منطقةجدا مثلا ليدرس في منطقة اخرى لتكون الوظيفة حسب ما يرغب …ألأخ

    والمخطط الذهني المذكور بادرة خير ان اعتبر لدى من يده الامر ………ولكن كيف..؟!
    ايها الكاتب الراقي
    تاخذنا بفكرك نحو القمة وتثير شهية اقلامنا لننساق وخطوط قلمك لنكتب ولا ……..نكتفي .
    بارك الله فيك

    صباح مبارك/ صحفية

  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مبدعا ياسمو الفكر في كل حالاتك

    نعم التعليم الدراسي اغلبه حشو بالعقول

    ولو تنوع التعليم حسب الحاجات البيئية لانحلت مشكلة البطالة

    وتحقق الامل

    تقبل تقديري

  5. نعم أخي عطيه الخلف

    بالرغم من التقدم الهائل اللذي وصلنا إليه

    فإن المستوى الوظيفي يسير عكس المدار

    ويتراجع يوما" بعد يوم

    ولو طُبِق ماذكرته أعلاه في المدارس

    لأصبح هناك تأمين وظيفي لكل فرد حينها لن يصيب الفكر لدى الشباب بالفشل الذريع

    خاصة" بعدما ييأسون في عدم تحقيق ماكانو يحلمون به وهم مازالو صغار السن

    لكن كلنا أمل بالله أن يحضى شبابنا وأولادنا مايستحقونه وأكثر …

    يعطيك العافيه أخي
    باركك المولى أينما حللت …

  6. ليس في مجتمعنا فحسب
    بل في كل بقاع العالم بدأت هذه الثوابت تتغير ولكن الذي هنا لا ..للاسف
    فالمشكلة اننا ننظر للوظيفة صورة و..هيئة ومركز لذلك يحرص الكثير على الاعمال المكتبية او المريحة او المرموقة جداً وهنا تقل الفرص ويحبط الشباب …
    ولو تخيلت لوجدت ان هناك من سيترك منطقةجدا مثلا ليدرس في منطقة اخرى لتكون الوظيفة حسب ما يرغب …ألأخ

    والمخطط الذهني المذكور بادرة خير ان اعتبر لدى من يده الامر ………ولكن كيف..؟!
    ايها الكاتب الراقي
    تاخذنا بفكرك نحو القمة وتثير شهية اقلامنا لننساق وخطوط قلمك لنكتب ولا ……..نكتفي .
    بارك الله فيك

    صباح مبارك/ صحفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى