أيها الواتسابيون الكرام!!
بقلم : أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول)!
كان صديقي تارة يتحدث مع نفسه وتارة أخرى يضحك ثم (يكشر عن أنيابه كالوحش) – ثم يبتسم ثم يبكي – وهكذا دواليك– تحدثت إليه ولكنه لم يجبني بل إستمر في حركاته المشبوهة التي تدل على فقدانه لعقله وصوابه معاً – لينفجر ضاحكاً بأعلى صوته ثم صمت فجأة وأحمر وجهه محادثاً نفسه بإستغراب ومتى حدث هذا؟
قلت له :وماذا حدث ؟ ولكنه لم يجبني بل إستمر في حديثه الخافت قائلاً لمحدثه بينما كان يعبث بجهازه بين يديه :أنهم أربعين يارجل !..
ويضيف صاحبنا الزائر هذا – وبعد ان شعرت بحالة قلق تجاه ما أصاب صديق عمري – وماحدث له من حالة مرضية نفسية صعبة نتج عنها هذا العارض والمتمثل في حالة البكاء والضحك والهيستيريا في نفس الوقت وخشية من أن يقوم بإستدعاء (علي بابا والأربعين حرامي)– خرجت من المجلس (مهرولاً) مخافة أن يقوم صديقي بالإعتداء علي – وعند باب المجلس إلتقيت بإبنه الأكبر – وبدأت بتجاذب أطراف الحديث معه عن حالة والده الصحية وإذ بالإبن يكرر نفس تصرفات والده تارة يضحك وأخرى يبتسم وثالثة يحادث نفسه ورابعة يكشر عن أنيابه – وحينها أدركت أن المسألة فيها(إن وأخواتها وبنات عماتها) وإنني أمام (بشكة ملاحيس) وأنني قد أخطأت وزرت مستشفى الصحة النفسية بدلاً من منزل صديقي (المجنون) ! وقررت مغادرة منزل صديقي وعند باب المنزل إلتقيت بالصدفة بسائق أسرة صديقي ولكن لبد من أن أستفسر منه عما حدث ومتى أصيب صديقي وإبنه بهذا العارض النفسي الخطير – فوجدت تصرفات السائق طبق الاصل لسلوكيات صديقي وإبنه حيث كان مشغولاً هو الآخر بين ضحك وإبتسامة وحديث ولكن بلغة بلاده !
إن ذلك ناتج عن طريقة التعامل مع (الواتساب) إيها الأخوة الواتسابيون الكرام والذي أحال معظم شرائح المجتمع إلى حفنة مجانين يتحدثون مع أنفسهم ويبتسمون ويغضبون ويحادثون أنفسهم في وقت واحد- شفاهم الله من مرض الواتساب النفسي الخطير وأعادعقولهم لهم !
حكمة : قررت إحدى السيدات بالمدينة المنورة منع أبنائها وبناتها الذين يزورونها كل جمعة من إحضار الواتساب معهم إلى منزلها . وأنذرتهم أنه في حال جلبهم للواتساب معهم فإنها سوف لن تستقبلهم وعليهم العودة من حيث أتوا – فهل نفعل ذلك ؟[/JUSTIFY]