هواجس الاسئلة؟
بقلم : حمد عبد العزيز الكنتي
يتصل البعض على العلماء حاملا معه لظى الاسئلة ، وقد يجد اجابة تطفئ نار الحيرة ، وتضيء له الطريق .
وتهرب الام من اسئلة صغيرها التي لا تجد لها اجوبة ، وقد تتشجع لاحقا فتحاول ان تجيبه ، او تبحث عن من يعطيها الاجابة لترتاح من إلحاح هذا الطفل المتدفق بالأسئلة .
يجلس الدكتور في القاعة الجامعية يطرح الاسئلة وينتظر الاجوبة ، وفي الزاوية البعيدة طالب لديه سؤال عالق يخشى ان يطرحه فيكشف عن تقصيره امام الجميع ، فيبقى السؤال في اعماقه حيا حتى يكرمه الله بالإجابة عبر نافذة أخرى .
يصل الطفل الى مرحلة المراهقة ، فيبدأ عقله الساخن بطرح الاسئلة المتتابعة ، وعندما يبوح بها لا يجيبه احد ، فيهرب الى (Google ) لعله يجد راحته في بعض الاجوبة ،ولكن السؤال المطروح هنا دائما ، هل صاغ هذا المراهق (Google ) سؤاله بطريقة صحيحة ؟
يخرج الزوج من منزله متعطرا ! فيهجم شيطان الاسئلة على عقل زوجته ، لتنطلق في رحلة من الوهم باحثة عن الاجوبة ، وعندما يعود الزوج ربما يقنع زوجته ببعض الاجوبة .
وفي الحياة الحوارية تجد ان بعض الناس يخشى الاسئلة ، وعندما تسائله فكأنك القيت عليه قنبلة ، والبعض الاخر لا يصدق انك وجهت له سؤال فينطلق كالسهم بالحديث الذي لا ينتهي ، وحينها تجدُك مطأطأ الراس نادما على سؤالك له .
ودائما تختلف الاسئلة فقد يكون السؤال بداية لبوح متدفق لا يتوقف إلا بالدموع الحزينة ، وربما جاء السؤال ليفتح ابوابا كانت مغلقة ، وأحيانا تأتي الاسئلة في وقت السكون فتنساب الاجوبة بشكل هادئ الى العقول الجائعة لتملأها فكرا وحيوية ، ولكن في اوقات اخرى يصادف السؤال لحظات الضجة ، فيشعل فتيل الصراع وحينها سنحتاج وقتا طويلا لإيقاف تلك المهزلة .
ويختلف الناس في تقبّل الاسئلة ، فتجد الكبار يقولون نحن من نملك الاجوبة ، والصغار هم من يطرحون الاسئلة . وهكذا تظل الاسئلة تفتح ابوابا لأناس ، وتغلقها امام آخرين ..!
حكمة المقال :
( الاسئلة تجعل المتناقضات تتواجه ) د علي شراب .
[/JUSTIFY]