يَخلط كثيراً من الناس بين الوعي بثقافة المُطالبة بالحقوق وبين راعي الشكاوي ! ولا يخفى على كل ذي لُب أن البون شاسعٌ بينهما ، ذلك أن وعي الإنسان بأهمية معرفته بما له من واجبات وما عليه من حقوق مُهِمٌ جِداً في حياتنا العملية ، فلو وقع عليه خطأ أو ظلم يستطيع المُطالبة بحقه أياً كان ، ولدى أي جِهةٍ كانت .
وقد يكون عدم معرفة الموظف ـ أحد أهم الأسباب في عدم تنامي الوعي بثقافة الحقوق ـ بما له وما عليه من حقوق وواجبات يجعله لا يستطيع المُطالبة بحقه المُستحق ، ومن المؤسف جِداً أن من يكون لديه وعي بأهمية الثقافة الحقوقية والمُطالبة بها في إدارته التي يعمل بها ، ولدى كثيرٍ من الناس يُطلق عليه ( [COLOR=crimson]راعي شكاوي ! [/COLOR]) .
وذلك [COLOR=green]ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع [/COLOR]هو انتشار تلك المقولة لدى كثيرٍ من الناس سواءً بين الطبقة المُتعلمة وغير المتعلمة ، ما يجعل الأصل في ذلك عدم المُطالبة ، وإذا خَرق شخصٌ ما تلك القاعدة ، فعندها يُعتبر شَذَّ عن الطريق الصحيح ، وعلى الفور يُطلق عليه الوصف السالف الذكر !
وأعتقد أننا بحاجة من أي وقتٍ مضى أن نُنَمي في الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة ثقافة معرفة الحقوق والمُطالبة بها حينما تمنع عنهم لأي سببٍ كان ، إضافةَ إلى تصحيح مفهوم الربط بين الوعي بأهمية المُطالبة بالحقوق ، وبين وصف راعي الشكاوي ، حتى لا يلتبس الأمر على كثيرٍ من الناس ، وبالتالي قد يترك الإنسان حقه الواضح لكي لا يتم وصفه براعي الشكاوي .
والغريب في الأمر أن ذلك المفهوم ـ راعي الشكاوي ـ أصبح الأصل ومحاولة الحِياد عنه يُعتبر مُجازفةً من قبل المُطالبين بحقوقهم ، فلذلك تجد من يُطالبهم بالتنازل عن دعواهم والتأكيد عليهم أن ذلك قد يفتح عليهم أبواباً ونوافذ ، هم في غِنىً عنها ، في ترسيخ حقيقي لنبذ ثقافة الوعي الحقوقي ، والإصرار على مُصطلح راعي الشكاوي ، فهل نتفاءل بأهمية أن يكون لدينا وعي حُقوقي ؟! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .
[ALIGN=LEFT] [COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي [/COLOR]/ مكة المكرمةإعلامي سعودي
alharbi5555@gmail.com [/ALIGN]