الإيذاء
فاطمة المزروعي
[JUSTIFY]في مسيرتك اليومية، تُصادف أشخاصًا يتسببون للآخرين بالأذى والألم، دون أي سبب أو خطأ، وإذا لم تصدقوا توقفوا مع أنفسكم مليًا وتذكروا المواقف الحياتية التي مرت بكم، ألم يمر بكم حزن إثر كلمات جارحة ألقاها أحدهم دون مبرر أو حتى اهتمام؟! ألم يقم أحدهم بسلوك مؤذٍ في الطريق دون وجه حق سوى الرغبة في الإيذاء لا أكثر ولا أقل؟! جميعنا نعلم أن هناك أخطاء ترتكب من أناس يتجردون من الإنسانية ولا يعاقبهم القانون ولا يجدون رادعًا عن هذا الإيذاء. قد تشاهد نماذجًا من الإيذاء في مقر عملك، وفي الشارع وفي أي موقع ومكان خصوصًا في المرافق العامة، عندما يقوم أحدهم بالتلفظ وإلقاء كلمات قاسية ويمضي، تظل هذه الكلمات مترسبة في العقل والوجدان تسبب لك جرحًا داخليًا، هو يذهب وقد كسر شيئًا في داخلنا دون أي سبب، وفي اللحظة نفسها لا يجد الردع والعقاب. يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه: -”
[CENTER]ولربما ابتسم الوقور من الأذى ** وفؤاده من حرِّه يتأوه”. [/CENTER]
وبحق، فإننا لا نملك أمام سفه وعدم مسؤولية البعض من الناس سوى الصبر؛ فإن لم يجد هؤلاء التربية والاحترام منذ نعومة أظفارهم، فالحياة كفيلة بأن تغذيهم بالقيم النبيلة بالطريقة الصعبة والقاسية، فلا تعتقدوا أن المؤذي للناس، سيفلت من عقاب الله، ألا يقال دومًا «كما تدين تدان» .. من لم يحترم الناس سيجد من لا يحترمه .[/JUSTIFY]