هل نعذر البكيري؟
حمد عبد العزيز الكنتي
واليوم سأتحدث عن اشكالية في مجتمعنا ألا وهي مشكلة الغضب ، اصبح كل من اراد ان ينال من الاخرين بسهولة ودون ان يجد من يعاقبه عليه فقط ان يظهر بعض ملامح الغضب ويترك العنان لنفسه ولسانه في البوح بما يريد لأن الناس سيعذرونه بقولهم (معليش الرجل كان غاضباً ! ، او هي لحظة غضب اجتاحته فلم يعد يعي ما يقول ! وقد يحاول احدهم ان يجد حلا في الاسلام فيقول لك الشريعة الاسلامية لا تقبل طلاق الغضبان ! او ان القاضي ممنوع عليه ان يقضي وهو غضبان ! وغير ذلك من مبررات الغضب التي يجد الغاضب من خلالها متنفسا يتخلى فيه عن كل الاخلاق الحميدة والمبادئ الرفيعة تحت ذريعة الغضب .
سبحان الله النبي صلى الله عليه وسلم عرف ان الناس ستصل بالغضب الى التخلي عن كل معاني الانسانية النبيلة فأكد على ان القوة ليست بالضرب وإظهار العضلات بل ان القوة هي في كبح جماح النفس عن الغضب ولذلك قال في الحديث ( ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
ولو تأملتم في الحياة ستجدون ان الشخص سريع الغضب يخسر اكثر مما يستفيد ، ويصبح ينظر له الناس بنظرة المشفق عليه ، وربما خاف منه اخرين لجنونه وغبائه ، ولو نظر في وجهه اثناء غضبه لربما انتقد نفسه كثيرا واستحى من رداءة افعاله وقبح اقواله في كل لحظة غضب سمح لنفسه بكل شيء فيها .
واليوم استيقظت على لحظة غضب اعلامية تخلى فيها المحلل الرياضي (البكيري) عن كل اخلاقه حينما وصف كل لاعب في نادي الاتحاد بأنه لا يساوي (شُرّاب نور) فتخيلوا معي أن (البكيري) محق الانسانية الراقية التي ينتمي لها كل لاعب ! وساوى هذا الانسان الذي كرمه الله بشيء يلبس في الاقدام ! ، ولفت نظري ان هنالك من قال ان الامر عادي لان (البكيري) كان غاضباً !! حقا يا للغرابة ؟
وفي النهاية الغضب نعمة تحفزك نحو تحقيق المعجزات ، فلا تجعلها نقمة تكون سببا في خسرانك لكل شيء بسبب لحظة عابرة ربما لا تقدم ولا تؤخر ، وإن كنت تظن ان الرجولة تكمن في الغضب فثق تماما بان ظنك خاطئا ، واعتقادك واهما .
حكمة المقال / كن هادئا تحقق المعجزات . ( حكيم )[/JUSTIFY]