المقالات

قنوات تدعو للرذيلة

نحن روَّاد الأمم الصانعين للتوازن الفكري والسلوكي والقيمي، لذلك انتشرت حضارتنا بممارسة قيمنا السامقة السامية في سلوك الفرد والجماعة قولًا حميدًا وفعلًا جميلًا. قيم تغلغلت في النفوس شملت قيم الفضيلة، كالتسامح، المعاملة الحسنة، الصِّدق، الوفاء، الإنصاف، الصبر، جهادُ النفس والهوى والشّهوة. الحياء، العِفّة، الاستقامة.

مجتمعنا الزاهي، أمّة القيم والمثُل والأخلاق. تشرَّبوا القيمَ الخالدة؛ حتى غدت نفوسهم زكيّةً وعقولهم نيّرة، وغيَّروا بذلك الدنيا وأصلحوا الحياة. المجتمع اليومَ يترنّح، وينهار لِضمور المبادئ وهشاشَة القيَم التي انتشرت من خلال وسائل الاتصال كبعض القنوات الفضائية الماجنة والمنحلة التي تهدف من خلال مايبث ويعرض من برامج وأفلام وحوارات تستهدف جميع شرائح المجتمع وأطيافه دون استثناء؛ لتدمير أخلاق المجتمع وأعرافه، وتفكيك نواة المجتمع الأسرة وإغراء المراهقين والمراهقات على التمرد وإغراقهم بتحطيم القيم الفاضلة المقدسة، والدعوة إلى تشجيع الرذيلة المدنسة، والانفلات الأخلاقي والتسيب والانحراف.

إنَّ لدينا من الفضائل والقيَم ما لو أحسنّا عرضَها للآخرين وامتثلناها في حياتنا في قنواتنا التي تزاحم الفضاء لكان لنا التقدم والرِّيادة، وأسهمنا في نشر قِيَمًا ومُثُلًا مشرِقة.

فقنواتنا تعمل بطريقة أو بأخرى في التأثير والتغيير خاصة على الشباب سلبًا أو إيجابًا؛ فهي تعتبر الأداة الأقوى والأفضل في بث معانٍ وقيم تحارب الرذيلة، وتزكي جذوة الإيمان في النفوس وتؤكد على الترابط الاجتماعي، والمساهمة في بناء المجتمع الفاضل وتزداد كثافة القيم في شهر الفضيلة رمضان المبارك.

أ. د. عائض محمد الزهراني

نائب الرئيس لإتحاد الأكاديميين والعلماء العرب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى