المقالات

رمضان تاج الصحة

رمضان تاج الصحة
بقلم/ صالحة عبدالله

[JUSTIFY]*رَمَضَانُ جِئْتَ فَلا تَسَلْ عَنْ شَوْقِنَا يَالَيْتَ كُلَّ شُهُوْرِنَا… رَمَضَانُ.
أقبل رمضان بنفحات الخير والبركة؛ فاجعله يا الله ميلادًا جديدًا لقلوبنا يمحُو عنها ما يشوبها من سخط وغضب وحقد وجشع، ونَقِّنا منها وأبدلها بعفوك ورضاك بكل خير وأعفُ عنّا وبارك لنا فيه. رمضان شهر العبادة الذي تفتح فيه أبواب الرحمات وكل سبيل يوصل للخير فيه مُتاح، غير أن بعض الناس يسلك مسالك أخرى، ويجعل رمضان شهرًا للطعام ويركزون فيه على صناعة الموائد والتفنن في ابتكار ما لذ وطاب، وعند الأكل تجد هؤلاء قد انقسموا إلى قسمين مُقِلٍ أو نَهِمٍ. وظيفة الطعام محددة وهي الحفاظ على حياة الفرد بشكل صحي وتنويع الطعام في رمضان يكون صحيًا إذا أبدلنا عاداتنا الخاطئة بأخرى صحيحة. ثقافتنا العربية تبالغ في إعداد الطعام وكريمة إلى حد الإسراف، ولكن الفرق اليوم أننا نعيش الوفرة المستمرة؛ حيث الندرة استثناء والطعام الكثير الذي يعد الآن ليس سوى رفاهية ومادة جميلة للتصوير وتزيين صور العرض في مواقع التواصل، ثم يرمى للأسف بعد تخزين ليلة فقط بينما في الماضي إعداد الأصناف العديدة كانت لغرض الإطعام فالجارة ترسل لجارتها والجيران يرسلون للمسجد، وقد تفرش موائد في بعض الأماكن وبعد التراويح توضع ذات السفرة إما في حضرة الأهل أو الجيران؛ حتى لا يبقى من هذا الطعام شيئًا؛ لأنهم يرون الإسراف وخاصة في رمضان من الأمور التي توجب سخط الرحمن.

إعداد الطعام فن بحد ذاته، ولكن تناوله ثقافة وعدم التبذير والإسراف فيه خلق ديني يجب التقيد به، كما ورد في الكتاب والسنة. ولكي يتجلى معنى رمضان والأصل من فرضيته لابد من التخفيف من تلك الموائد حتى يخف البدن ولا يعجز عن أداء العبادات في روحانية عظيمة بعيدًا عن التثاقل. الصيام يحفظ صحة البدن ويحافظ على توازنه أمّا ملْء المعدة يصيبها بالخمول، ويزيد من احتمال إصابة الجسد بأمراض متعددة فالشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويحرض على المعاصي. قال ذو النون: ماشبعت قط إلا عصيت أو هممت بمعصية . التوسط والاعتدال في تناول الطعام ثقافة دينية قبل أن تكون مجتمعية والدين مُهذب لأخلاقنا فلنحرص على سنة نبيّنا في هذا الشهر ونسمح للجوع أن يتلمس ذلك الجزء الخفي في نفوسنا؛ ليذكرنا بمأساة من لا يجد ما يسد به رمقه فنحن نسبح في نعم الله، والحمدلله على دوام النعم . الصحة تاج ورمضان موسم للتعافي من كل الأمراض التي تصيب القلوب والأبدان ولا تترك جوعك يدفعك للإسراف على نفسك ودفعها للتهلكة؛ فقد قالت العرب قديمًا:” المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء”؛ لذلك صوموا تصِحوا .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى