المقالات

داعشية القصبي

أُحيّي الفنان السعودي ناصر القصبي على جرئته في تسليط الضوء على واحد من أهم التنظيمات الإرهابية في العالم، عبر برنامج (سلفي) في حلقتيه الثانية والثالثة، الذي يُعرض هذه الأيام في شهر رمضان المبارك بالـ (mbc) وأعتقد أن الحلقتين حظيت بإعجاب المشاهدين بعكس الحلقة الأولى التي شهدت جدلاً إعلاميًا كبيرًا. فحلقة (داعش) من حيث التصوير والإخراج والتمثيل؛ خرجت بصورة تقنيّة جيدة، ولكن من ناحية المضمون أرى أن الإيجابيات التي وردت في الحلقتين كبيرة جدًا، ولكن هناك بعض السلبيات القليلة التي تلغي كل تلك الإيجابيات. وأراها تشكل خطرًا كبيرًا على شبابنا، فالتنظيمات الإرهابية بوجه عام مهما اختلفت مسمياتها لا أحد منّا يقرها بأي شكل من الأشكال، ولا ينضم لها إلا من أغراه (أبو سكروب) بالحياة الـ (فلّه) الموجودة داخل تلك التنظيمات، والاستمتاع بالسبايا ونكاح الجهاد، وأعتقد في هذه الجزئية، دعى القصبي الشباب (الطفشان) للحاق بتلك التنظيمات شعر أم لم يشعر، فليس كل المشاهدين محصنين عقائديًا وفكريًا ومجتمعيًا، وهم ليسوا بعقلية واحدة فبعضهم على (شَفَا جُرُفٍ هَارٍ) مالم يثبّت الله عز وجل قلبه، كما أن ظهور بعض اللقطات التي صورت العدوان والعنف والقصاص وتهديد الآمنين بالسلاح، تُعد خطرًا كبيرًا على فئات من المشاهدين، وكنت أتمنى لو أن القائمين على البرنامج أو في القناة الناقلة كتبوا في بداية الحلقة تنبيه بخطورة مثل هذا العرض خاصةً على الأطفال والنساء بوجه عام، فتنظيم داعش يهتم بشكل كبير في تصوير حالات الإعدام والقصاص والقتل ونشرها في مواقع التواصل الإجتماعي لمحاولة زرع الرعب في قلوب الآخرين، وهذا نوع من الحرب النفسية التي يستخدمها (داعش) بشكل كبير في تنظيمه الإرهابي، وكان من الأجدر من كاتب السيناريو عدم مجاراة التنظيم في (فكره) الإرهابي ، وعلماء النفس والاجتماع يدعون لعدم عرض مثل هذه الصور، لأنها ستبقى عالقة في أذهان أصحاب القلوب الضعيفة مهما تفاوتت أعمارهم. ومن السلبيات آيضاً تعزيز مقولة السعوديين خلف التنظيم الإرهابي (داعش) فكان معظم الممثلين من أبناء المملكة، وهذه تحسب على كاتب النص الزميل خلف الحربي، الذي كان من الأجدر عدم التكريس لها ، فمهما حصل يظل السعوديين في تلك الجماعات نوادر في هذا التنظيم. بقي أن نعرف بأن المشكلة الرئيسية ليست في جماعة بعينها، بقدر ماهي في عقلية وتفكير بعض الشباب، فالفكر الإرهابي كان متواجدًا في تنظيمات ارهابية قبل داعش ، ونحن نعلم بأن جميع ما تم عرضه في الحلقتين معروف لدى عامة المجتمع، وكنت أتمنى إكمال جزئية عودة المواطن لبلده، وتسليم نفسه بدلًا من مواصلة العنف في آخر لقطة في الحلقة،التي بقدر ما كانت واقعية وحاصلة في التنظيمات الإرهابية إلا أنها مؤلمة ومؤثرة في حياة أصحاب القلوب الضعيفة والعقول المريضة، وهنا عزز (خلف والقصبي) دور داعش الإرهابي في ترويع الآمنين، وحققا واحدة من اهم مبتغايات التنظيم، وكان من الأجدر على ناصر إبراز دوره كـ (ولي أمر) بإقناع ابنه للعودة معه للوطن بشتى السُبل لتسليم نفسه، وفي نفس الوقت يبرز جهود وزارة الداخلية في التعامل الأمثل مع الشباب المغرر به، وكيفية احتضانهم بعد عودتهم للوطن ، فوولاة أمرنا حفظهم الله أرحم بشعوبهم من ابي سراقه وجماعته التكفيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى