اللهم إني صائم
تحويل المساجد إلى إدارة الأعمال
بقلم : أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول)
[JUSTIFY]لم أصدق ما سمعت ورأيت – فإن أخبرني أحدهم بهذه القصة لقلت إنها مفبركة وغير صحيحة– ولكن الحقائق تؤكد ذلك ..فقد كان يجلس في ركن من أركان المسجد – وكان ذلك قبيل صلاة الظهر – ولم يكن يبالي أو يهتم بوجود عدد من المصلين الذين كان بعضهم يقرأ القرآن والبعض الآخر ينتظر حلول وقت الصلاة وهو في قمة خشوعه – ومع ذلك فقد كان صوت هذا الرجل وهو يتحدث بهاتفه النقال مسموعًا وبكل وضوح في بعض أرجاء المسجد؛ حيث كان يتحدث مع الطرف الآخر عن مشاريعه وشركة المقاولات التي يمتلكها – وكان يسأل عن سوق الأسهم وسعر مواد البناء وهل وصلت البضاعة وتم فسحها- ومما زاد الطين بلة كما يقول المثل إنه وبمجرد إنهاء هذه المحادثة مالبث أن وردت إليه مكالمة هاتفية أخرى والجميع يسمع ذلك حيث دارت المكالمة حول سوق الأسهم أيضًا وعن رحلته المرتقبة مع رجال الأعمال في مهمة عمل إلى أوروبا.
حينما استفسرت من بعض المصلين عن هذا الرجل الذي شغلته الدنيا وتجاهل أنه في بيت من بيوت الله أجابني أحدهم بأنه رجل أعمال وهو في نفس الوقت صاحب هذا المسجد، وقام ببنائه على نفقته الخاصة وقد اعتاد على إدارة أعماله الشخصية من هذا الركن في المسجد؛ فهل يجوز مثل هذه التصرف المستهجن؟! ..أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنب.[/JUSTIFY]