المقالات

مياه زمزم..ونقاط البيع

إن من معجزات الله سبحانه وتعالى أن خلق ماء زمزم مختلفًا عن جميع أنواع المياه في العالم، لما فيه من تركيبات خاصة لم يتوصل أحد إلى سرها رغم معرفة مكوناتها، ولحكمة إلاهية ستظل مياه زمزم سرًا غامضًا لا يعلمها إلا هو سبحانه، قال عليه الصلاة والسلام : (خير ماء على وجه الأرض، ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم) ، وقال أيضًا : (ماء زمزم لما شرب له)،
ولقد شرف الله أقدس البقاع بتلك المياه التي سخرت لها حكومتنا السعودية -حفظها الله- كل الإمكانيات المادية لتكون ميسرة وفي متناول الجميع، ومن تلك الجهود المباركة مشروع الملك عبدالله لسقيا وتعبئة مياه زمزم بمنطقة كدي بمكة المكرمة، الذي دشنه -غفر الله- له في شهر رمضان لعام 1431 بتكلفة سبعمائة مليون ريال ، والذي يُعد إنجازًا يسّر على أهل مكة المكرمة وزوارها من الحجاج والمعتمرين شرب مياه زمزم وتداولها بتقنية ونقاء عالية الجودة، وكهدايا يصطحبونها معهم على خطوط الطيران؛ ليسعد ببركتها المسلمون في جميع أنحاء العالم الإسلامي وغيره، وتشرف على تشغيل المشروع شركة المياه الوطنية، ولا مجال للحديث عمّا قاله بعض علماء العالم عن مياه زمزم التي عجزت مختبراتهم المتطورة عن تفسير أسرارها، ومع كل تلك الجهود المبذولة لخدمة مياه زمزم داخل الحرمين الشريفين وفي مساكن الحجيج في موسم الحج، يظل هناك المطلب لإنشاء نقاط بيع على مخارج مكة المكرمة تكون تحت إشراف مباشر من الجهات المعنية في وزارة المياه والكهرباء؛ تخفيفًا عن التزاحم في طوابير نقاط البيع الرئيسية بل الوحيدة في منطقة كدي التي تعتبر من المناطق المزدحمة لقربها من المنطقة المركزية، وكذلك حفاظًا عليها من الغش ولمكافحة المغالاة في أسعار عبواتها التي تتجاوز العشرين ريالًا من قبل أشخاص بعضهم مجهولي الهوية، منتشرون على مخارج مكة المكرمة، وفي مجمل ما يبيعونه لا نعرف المغشوش منها أو المنتج الحقيقي لمشروع خادم الحرمين لتعبئة مياه زمزم، وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مياه زمزم وما يقوم به ضعاف النفوس من بعض الوافدين وغيرهم من الغش والتدليس بمياه شرب عادية والمتاجرة بها بعبوات مزورة يصعب على الإنسان العادي تمييزها، تحت مسمى مياه زمزم المباركة، مستغلين تزايد الطلب في مواسم الخير، وهنا لن يفوتني الإشادة بجهود الفرق المعنية من شرطة المنطقة والبلديات الفرعية التي تُداهم وبصفة مستمرة مواقع ومستودعات الذين اتخذوا تدليس وغش مياه زمزم سلعة يتاجرون بها وفي وضح النهار، والتي أصبحت من الأخبار المألوفة والمعلنة عبر وسائل الإعلام المحلية، وعبر صحيفة “مكة” الغراء نكرر مطلبنا والحاجة ماسة لنقاط بيع لمتعهدين خارج المنطقة المركزية تحت إشراف مباشر من الجهات المعنية وبسعر محدد، بارك الله تعالى في جهود المخلصين في وطن الخير سلمان بن عبد العزيز سدد الله على دروب الخير خطاه، اللهم آمين..

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى