المقالات

الإسلام والتطرف

الإسلام والتطرف
بقلم : صالحة عبدالله

[JUSTIFY]تتميز مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالكثير من الأخلاق الفاضلة؛ حتى إن بعض عاداتنا تحمل صبغة دينية تُكمِل بها تلك الصورة الأخلاقية العطرة التي يتحلى بها المسلم. لكن للأسف فإن تلك العادات وذلك الخُلق الديني يتبعثر كحبات المسبحة المفروطة أمام الطائفية والعنصرية التي هي أحد أسس مجتمعاتنا منذ الجاهلية وحتى بعد ظهور الإسلام لم نستطع تركها رغم نبذ الدين لها فنحن نتشربها ونمارسها كأمر طبيعي . كما إنَّنا كعرب ومسلمين أصبحنا بارعين جدًا في فك وبعثرة كامل نسيج المجتمع الواحد الذي كان ينبغى له التوحد كما أمر الإسلام. يقول ابن رشد : ( إذا أردت أن تتحكم في جاهل؛ فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني) وهذا مايحصل في مجتمعاتنا البائسة؛ ففِهْمُنا للدين نجده مقصورًا ومحدودًا عند بعضهم، وبعضهم الآخر في غاية التشدد يُرهب قبل أن يُرغِب ويُكفِر قبل أن ينصحك.
بروز قضية الطائفية على السطح اليوم بات أمرًا مؤرقًا سببه التطرف الديني في مجتمعنا، ونحن نسمع عن هذه الكوارث التي وصلت للقتل وعن مؤامرات تُحاك هنا وهناك تطيح بالأبرياء ومن ليس لهم ناقة ولاجمل في هذه الحروب الطائفية الإقليمية. الدعوة الإسلامية صريحة وواضحة والطريق إلى الله لا يحتاج لعباءة وعمامة ترشدنا إليه، بل إن بعض التدخلات زادت الأمور سوءًا . العزل لا يكفي لنبذ الطائفية، ولكن نبذها لابد أن ينبع من داخلنا من إيماننا أننا ننحدر في منزلق خطير يهوي بنا للهلاك، وأننا نحتاج لوقفة مع أنفسنا قبل أن نقف أمام الآخر ونسأله ما مذهبك ؟
نسأل أنفسنا ماذا قدمنا نحن؛ لنحظى برضا الرحمن أو نبتعد عن سخطه. كن مسؤولًا عمّا أُمرت أن تقوم به تجاه ربك ودينك ونبيك لا تُنصب نفسك حكمًا على تصرفات الآخرين أو ربما تظن أنك ملكت مفاتيح الجنة فالدين دين يسر وليس دين تعنت وتعصب لمذهب دون الآخر. حاضرنا العربي والإسلامي في غاية الألم ونار الطائفية لن تبقى ولن تذر عليه، وستقضي على مستقبل جيل بات يحلم بالأمان . لنتعايش مع بعضنا كما أمرنا ديننا ولنحيا حياة هانئة تجمعنا على البر والإحسان بعيدًا عن التطرف والتشدد. ولنسأل الله في هذه الأيام الفاضلة أن يصرف عنّا الفتن ماظهر منها وما بطن، ويحفظ أمننا وبلادنا من كل سوء.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى