المحليةالمقالات

بَريق المَنْصِب وحَلاوتِه

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]بَريق المَنْصِب وحَلاوتِه [/COLOR]!![/ALIGN]

نحن كعرب ، نُقدس المَنصب ـ إن جاز التعبير ـ ولذلك نسعى إليه بكل ما أوتينا من قوة ومن نفوذ ، كيف لا ؟ والذي يصاحبه بشت ( مِشلح ) ولقاء دائم لمسئولين كِبار .. كِبار ، وسيارات فارهة ـ أحياناً ـ وأراضي وجاه وسلطان .. إلخ .. ومع الأسف البعض يسعى إليه ، حتى لو أدى ذلك لتنازله عن قيمه ومبادئه التي أزعج خلق الله بها !!

على كلِ حال الإنسان ـ أي إنسان ـ من حَقه أن يطمح ويَحْلُم ، طالما أن ذلك الحُلم مشروعاً ، كأن يكون مُديراً ـ مديراً عاماً أو أقل ـ أو وزيراً ، ولكن غير المشروع ، وغير المنطقي أن يسعى الإنسان مِنَّا للمنصب من أجل تحقيق غايات غير نبيلة من وراء ذلك المنصب ، وليعلم علم اليقين أنه سيغادر المنصب مهما طال الزمن أو قصر ، وكما قيل ( لو دامت لغيرك ، ما وصلت إليك ) مع أن حلاوة المنصب تنسيه تلك المقولة ، ولا يتذكرها إلا إذا أُعفي من منصبه !

وإذا تقرر ذلك يجب أن نعلم أن العدل والإنصاف ، صِفاتٌ يجب أن يتحلى بها المسئول ـ أي مسئول ـ حتى يضمن أنه يسير في الطريق الصحيح ، ذلك لأن بعض المسئولين يُطلق وعوداً كثيرة حينما يُبشر بتوليه للمنصب ، ولكن حينما يجلس على كرسي المسئولية الوثير ، يتغير الوضع تماماً ، بل قد ينقلب إلى 180 درجة ، كما يُقال !

وذلك مَرَدهُ لعدة عوامل ، قد تكون خارجة عن إرادته ، وقد تكون بإرادته ، أما الخارجة عن إرادته ، فتلك لا يُسأل فيها ، لأننا نعرف الجواب سلفاً ، ولكن ما كان بإرادته ، فلا يُعذر فيه أبداً ، ذلك لأن المسئولية تعني إرساء العدل بين مرؤوسيه ولا يتملص من المسئوليه ؛ حتى يُعطي كل ذي حقٍ حقه .

والشيء بالشيء يُذكر ، أحد المسئولين بالمنطقة الغربية في القطاع الحكومي التعليمي ، كان ينتقد القطاع الذي يعمل فيه انتقاداً حاداً ، فحينما أصبح مسئولاً تعليمياً ـ وما زال ـ كبيراً في مدينته ، وقد كانَ مِنْ أشدِّ المُعارضين لتدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية ، وأتذكر مقاله قبل أن يتولى ذلك المنصب أن ذكر كلاماً وحججاً وجيهه ومُقنعة ، ولكن حالياً .. لم نعد نرى له أي انتقاد بَنَّاء يُذكر ، ترى .. هل المنصب أشغله ؟ أم أنه أصبح في وضعِ يُحتمُ عليه ألا ينتقد ، وإلاَّ حتماً سيخسر منصبه !

[COLOR=crimson]إضاءة[/COLOR] [COLOR=purple]بطبيعة الحال الشهرة ـ أحياناً ـ تأتي رديفة للمنصب ، وبالتالي ، فإن بَريق الشهرة يُلَمِّع ، وقد يُحرِق ، وكلاهما فِتنةٌ وشر ، لمن لم يُحْسِن التعامل مع المنصب كما يجب ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه[/COLOR] .

[ALIGN=LEFT] [COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي[/COLOR] مكة المكرمة
alharbi5555@gmail.com[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى