المقالات

سوبيا أو توت .. وخلي اللي يموت يموت

منذ أكثر من عشرين سنة لا أتذكر أنه أهل علينا شهر رمضان المبارك إلا ودماء المسلمين تراق في بقعة أو أكثر من بقاع العالم .
فالدم الفلسظيني وخاصة في غزة يثير شهية الإسرائيليين ، ويصلون إلى قمة جنونهم وشهيتهم في رمضان من كل عام .
ومروراً بالبوسنة والهرسك وكوسوفا وحرب الإبادة الصربية ضد المسلمين هناك ، والغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق والدماء التي أريقت بحثاً عن أسلحة دمار شامل لم تجدها أمريكا ، ولكنها أوجدت الدمار الشامل ورحلت لتترك البلدين في حروب أهلية لا تبقي ولا تذر .
ثم دخل الدم السوري على مسلسل النزف المستمر وقد تمت تصفيته من قبل نظام استبدادي عَمِل ويعمل على إبادة شعب كامل ليبقى في السلطة ، الأمر الذي حول شامنا لساحة قتال متعددة الرايات ومعارك لا تتوقف ، كل أصحاب راية يزعمون أنهم على الحق ويعدون بالنصر ، والمهزوم الوحيد فيها المواطن السوري المغلوب على أمره .
ولا تزال دماء المسلمين حاضرة مع كل إفطار في هذا الشهرالكريم وكأنها الشراب المفضل لوحوش لا يرتون إلا به .
وهاهي الدماء المصرية والليبية واليمنية والخليجية والروهنجيا أضيفت على مائدة رمضان لهذا العام لتحول هذا الشهر العظيم لمأتم كبير لأمة يختلط إفطارها بدماء أبنائها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
موائدنا في هذا الشهر ليست سوبيا أو توت وخلي اللي يموت ، بل نغص بطعامنا وشرابنا ونحن نرى ما أصاب إخواننا من الظلم والتعذيب والقتل والسحل والتشريد .

” اللهم مس أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم البأساء والضراء وأشتد بهم البلاء واللأواء .”
اللهم فأرفع عنهم وأجمع كلمتهم ووحد صفوفهم يا أرحم الراحمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى