عفوًا أخي القارئ الكريم لقد عنيت بوضع كلمة ملحدين في عنوان مقالي لهدف سيتضح لك أثناء قرأتك للمقال، فكم نحن في حاجة ماسة لوقفة جادة مع أنفسنا جميعًا في هذا الوطن، لاسيما في ظل الأحداث الدامية الأخيرة التى عصفت بوطننا من تفجيرات وعمليات إرهابية إجرامية مختلفة طال البعض منها بيوت الله، هذه الأحداث التى امتدت نيرانها وقتلاها لدول أخرى وليس بآخرها دولة الكويت الشقيقة، هذه الأحداث التى ترتبط ارتباطًا كاملًا وتامًا بالأحداث المحيطة بنا، سواء في العراق أو في سوريا أو في مصر أو في سائر أرجاء العالم العربي، بل أيضًا لإفريقيا وأوروبا وقارة آسيا (الصين، ماليزيا، باكستان، أفغانستان ..إلخ). وما يهمني أنا كمواطن في المقام الأول هو هذا الوطن، الذي سلبت منه هويته منذ عشرات السنين وأراد البعض إلباسه هوية دولة أخرى بدأت تتضح أبعادها وملامحها من حولنا (دولة داعش أو مايسمى بالدولة الإسلامية) والإسلام منهم براء، مايهمني أنا كمواطن، هذا الوطن الذي وللأسف لو سألت البعض منا أن يكتب نصف صفحة عن معنى الوطن، وماذا يمثل له الوطن لوقع في حيرة من أمره، هذا الوطن الذي حرم البعض علينا أن نحتفل بيومه أسوة بالأمم الأخرى، بل اتهمونا بأننا أصحاب بدعة وفكر منحرف، وبسبب أننا فقط أردنا أن نفرح باليوم الذى أتحدنا فيه تحت راية هذا الوطن الخضراء، التى تجمعنا في مختلف المحافل الدولية والمحلية، (ولكنهم الآن لايبدعونهم ولا يحرفونهم ولا يهاجمونهم بقوة كافية، بل البعض منهم يرون إنهم أخوة لنا لمجرد أنهم ضلوا الطريق وبغوا ..!)، هذا الوطن الذى حرّم البعض علينا أن نستمع لمعزوفة نشيده الوطني سواء في الطابور الصباحي لأبنائنا في مدارسهم أو في المناسبات الرسمية؛ حيث كان يسرع البعض لمهاجمة من بيدهم الميكروفانات التي تذيع النشيد الوطني “علمًا بأن هذا الأمر فيه اختلاف، نعم أقولها وبكل أسى وحسرة لقد سعوا ونجحوا في تجريدنا من الإحساس والشعور بكلمة الوطن، منطلقين من ذلك بالإرهاب الفكري الذي قد مورس علينا باسم الشريعة، هذا الوطن الذي تكالبت عليه الظروف، بل لا أبالغ إذا قلت: “تكالبت عليه الأمم من كل حدب وصوب”، هذا الوطن الذي يحاول البعض إيهامنا بأن مايحدث فيه من تفجيرات وعمليات انتحارية واغتيالات هو بأفعال أيادٍ خارجية، وأقول لهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون إيهامنا بذلك: كفى وكفوا عن تجريف العقول والاستهزاء بعقولنا، فنحن نبصر ونفكر ونعقل، أقول لهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون أن يتلاعبوا بعقولنا : لقد اتضحت الأمور وبأدلة قاطعة بأن ماتسعون إليه وهم وضلال، أقول لهم : لنعترف بالحقيقة ولا نكذب ونواري، فالمسلم الحقيقي لايكذب ولا ينافق. فإن من ضمن الحقائق الثابتة وبموجب الأدلة أن هؤلاء الشباب المنتمين والمنتسبين للجماعات التكفيرية (القاعدة وفصائلها المختلفة)، وهم بالعشرات بل بالمئات ولا أبالغ أن قلت بالألوف (وهم معروفون بعون الله لدى الأجهزة الأمنية السعودية بالاسم التفصيلي العائلي أوالقبيلي وأماكن سكنهم وصداقاتهم) وللأسف إنهم أبناء هذا الوطن الذي تربوا على ترابه وخيراته، إن هؤلاء الشباب الذين فجروا أنفسهم في العراق وسوريا (وهم بالمئات)، وفي مساجد الوطن والكويت هم سعوديون تربوا في بيوتنا .
لواء م. طلال محمد ملائكة