وطن يشع تماسكًا وأمنًا … وطيبة وطيبًا .. فهو وطن اتسم بالقيم السامقة, والصفات الراقية .. وطن الحق .. ومنبع النور بالأمس أحبطت الأعين الساهرة محاولات تفجير وتدمير من فئة ضالة تم إغوائها وتلويث أفكارها بمدينة الطائف عاصمة السياحة ونبض المصائف العربية، تلاحم المواطن العاشق لوطنه مع رجال الأمن كالقبضة الواحدة في حماية الكيان من فيروسات التطرف ومثيري الفتنة.
فالطائف عاشقة المزن التي هام بها، وتغنى بها المؤرخون الجغرافيون والرحالة قديمًا وحديثًا سواء أكانوا جنسيات عربية أو غربية مشيدين بروعة سمائها المزدانة بالغيوم الحبلى بماء السماء، والطبيعة الساحرة الفاتنة الهادئة ذات المناخ المعتدل والمياه العذبة والفصول الثلاثة، وأثارها العتيقة التى تستنيت الأساطير والروايات المكثفة لنقش صورتها بأنها من أعرق المدن، فهى كما قيل عنها إن لكل مدينة عروس، ولكن الطائف عروس المدائن، فهى المصيف الضارب بجذوره العميقة والعتيقة فى أرضية التاريخ وخاصرته، المضيء فى جبين الزمن .فالطائف الذى تلتقي عنده السبل ولا تفترق، ويتفق على فردوسه الساحر الجمع ولا يختلف؛ فشمس الحضارة أشرقت من مشارف الطائف. إذا كانت حدود المدن شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا؛ فإن حدود الطائف تتمثل في التاريخ والحضارة والفن والتراث. والأمن والطمأنينة.. أما معالمها، سحر وسياحة، وسمر وراحة، وجمال وروعة، عندما نتحدث عن الطائف.. فإننا نستعرض التاريخ والآثار، وأيضًا نرسم خارطة الفكر والفن والثقافة؛ لأنها نافذة يطل منها الجميع على حضارة المدينة التي تحكى عراقة وتاريخ الماضي. كما يبرز موقعها الاستراتيجي وأنها البوابة الشرقية للعاصمة الدينية لمكة المكرمة، كما اشتهرت الطائف وأصبحت فى ذاكرة السائح العربي خاصة والعالمي عامة؛ مما جعلها توفر للمسافر والمقيم مساحة مكثفة من الاختيارات من عبادات دينية، كمناسك الحج والعمرة، أو التمتع بجمال الطبيعة بكافة أبعادها، أو الاستيئاس التمتعى بالجو الخلاب المتميز على مستوى الجزيرة العربية أو الحضور لمهرجاناتها المتنوعة والمتعددة، أوالتمتع بالشعاع الكرنفالى الثقافى كسوق عكاظ الذي أصبح سوقًا تجاريًا ومهرجانًا أدبيًا تمتزج فيه التجارة ببريق الإبداع الشعري.
ونسأل المولى عز وجل أن يحمي هذه البلاد الطاهرة من كل سوء وفتنة وشر، وأحقاد وإرهاب وفساد وتفجير وتدمير، وأن ينعم علينا بنعمة الأمن والإيمان والرقي والازدهار؛ لنحافظ على ما تحقق لهذا الكيان من مكتسبات عظيمة وهذا يجعلنا أكثر تفاؤلًا بالمستقبل الواعد المشرق، ونحن نتطلع جميعًا إلى كثافة في مجالات الخير والبناء والاستقرار؛ لنصوغ الغد الأطهر والأفضل والأنبل والأكمل.