السياحة..مطلب استثماري
بقلم/ عبد الرزاق سعيد حسنين
[JUSTIFY]لا يختلف اثنان في أن بلادنا الشاسعة تذخر بالعديد من الأماكن السياحية التي أنعم الله سبحانه بها علينا بمختلف المناخات والتضاريس من جبال وسهول وشواطئ مترامية الأطراف، وتعتبر السياحة في الكثير من الدول المجاورة وغيرها مصدر كدخل رئيسي في ميزانياتها التي تُقدر في مجملها بالمليارات، والغريب في الأمر اعتمادهم فيها على مواطني دول الخليج، بناءً على ما تعلنه تلك الدول عبر نشراتها الصحفية وقنواتها الفضائية، وما ذلك إلا إجتهادًا من القائمين على السياحة لديهم في تلبية متطلبات السياحة وإغراءاتها، وإن كان في مقدمتها المتنزهات والشواطئ الراقية والمسارح الهادفة إضافة إلى صالات الألعاب العصرية التي تديرها كبرى الشركات العالمية الحريصة على أمان وسلامة مستخدميها من الأخطار، وحسبما يشاع بأن غالبية تلك المشاريع السياحية المقامة هناك يشترك في رأس مالها المستثمر الخليجي عامة والسعودي خاصة، وبفضل من الله سبحانه ثم بجهود وحرص حكومتنا السعودية يشهد العالم من حولنا بمتانة واستقرار اقتصادنا بما يجعله أرضًا خصبة للاستثمار الآمن بمشيئة الله، ولا يخفى على الجميع أن للمستثمر السعودي وغيره العديد من المطالب المحفزة التي لن تتحقق بعد عون الله إلا بتضافر جهود العديد من الوزارات والجهات المعنية من بلديات وتجارة وصناعة وغيرها، إضافة إلى الإعلام الذي يعتبر الداعم القوي في تشجيع السياحة في ربوع بلادي، غير متناسين أن من حق ذلك المستثمر البحث عن الربح المادي المعقول، وبلا ضرر أو إضرار، وقد يتطلع المستثمرون السعوديون إلى المزيد من الدعم والتمويل الحكومي المتمثل في صندوق التنمية الصناعية، إيمانًا منا بأن السياحة صناعة جديرة بالاهتمام أسوة بغيرها من الصناعات المدعومة من الدولة -حفظها الله- تعالى، إضافة إلى حاجتهم إلى المزيد من التسهيلات لفتح باب استقدام العمالة الموسمية التي يحتاجونها في أوقات الذروة للمواسم السياحية بما يخفف عن كاهلهم الأعباء المالية التي ترهق ميزانياتهم في أوقات الركود السياحي المعروفة للجميع، مع الأخذ في الاعتبار الضمانات الأمنية اللازمة، وكم هو جميل أن نحث الفنادق والشركات السياحية وفي مقدمتها خطوط الطيران المدني السعودي على القيام بدورها الوطني في تشجيع السياحة الوطنية على القيام بالمزيد من الرحلات الداخلية والعروض التشجيعية في أسعارها مع مزيد من الضبط في مواعيد الرحلات، أسوة بما قامت به هيئة السياحة والآثار لعام 1434 في برنامجها (إجازتي سعودية) المدعوم من كبرى الشركات والفنادق الراقية في محافظات جدة وينبع والطائف وجازان، وكذا (مهرجان جدة التاريخية) الذي يتكرر هذا العام في نسخته الثانية بعدما نال إعجاب الكم المهول من زائريه السعوديين وغيرهم، برعاية واهتمام لا محدود من سمو أمير المنطقة، وسمو محافظ جدة، وسمو رئيس هيئة السياحة والآثار -حفظهم الله- تعالى، بالإضافة إلى الشركات التجارية والإعلامية الداعمة، وهنا لا يفوتني التذكير بما يذخر به وطننا من الآثار الدينية والتاريخية التي تؤكد ماضينا وعراقتنا العربية والإسلامية، التي بدورها تحتاج إلى المزيد من الرحلات الجماعية الاستكشافية عامة وفي موسمي الحج والعمرة خاصة، باعتبارها من ثروات الوطن التي يجب المحافظة عليها من الهدم والاندثار، إكرامًا لماضينا وحاضرنا ومستقبل الأجيال من بعدنا بمشيئة الله، والحديث عن استراحات الطرق ومحطاتها يطول بالمطالبة بالجودة وتحسين الأداء مع المراقبة الحثيثة بالتزام هؤلاء وهؤلاء بالتسعيرة، التي في مغالاتها وجشعها تنفير وهدم لجهود هيئة السياحة ورجالها. أسأل الله تعالى أن يديم على وطننا الأمن والسلام في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين سلمان الخير سدد الله على دروب الخير خطاه..اللهم آمين.[/JUSTIFY]