تنطلق تجربة فريدمان من معالجتها لمبدأين تربويين الأول هو مبدأ التوجيه، والثاني مبدأ التهديد. ولعلنا ندرك ما يواجهه عدد غير قليل من طلابنا في المدارس من قبل بعض المعلمين الذي يستخدمون أساليب التهديد والعقاب مع أبنائهم الطلاب وفي المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص حيث السلوك البرئ غالبا هو الذي الظاهر في تصرفات أولئك البراعم المتفتحة التواقة إلى بيئة تربوية طيبة القول والفعل.
هذه مقدمة ساقني إليها واقع مؤلم لا أزال أدعو الله أن يتبدل لتكون تربيتنا تربية نبوية نقتدي فيها بمنهج المربي الأول محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال في هذا السياق ([COLOR=green]ما كان الرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه[/COLOR]) رواه مسلم وأحمد وأبو داوود.
دعونا نعود إلى تجربتنا الرقمية، حيث قام فريدمان باختيار فصل يبلغ عدد طلابه اثنان وعشرون طالبا ثم أخذهم إلى قاعة مجهزة بأجهزة تربوية، ولنمثلها بقاعة مصادر التعلم حاليا والتي تحوي أجهزة علمية وأدوات كهربائية. المهم عمد فريدمان إلى تهديد الطلاب وتوعدهم بالعقاب الرادع إن عبث أحد منهم بأي جهاز أو أداة أثناء استخدامهم لها. امتثل الطلاب جميعا لتهديده ، وعندما عاد إليهم في نهاية الحصة، وجد أن طالبا واحدا فقط من الاثنين والعشرين طالبا هو الذي عبث بالأجهزة.
ثم عاد فريدمان إلى طلاب فصل آخر عددهم مماثل لعدد طلاب الفصل السابق أي اثنان وعشرون طالبا، وأخذهم إلى القاعة ذاتها. وفي هذه المرة غير فريدمان أسلوبه، حيث اتخذ أسلوب التوجيه الجميل مع الطلاب حاثا إياهم على المحافظة على الأجهزة. فما ذا حدث؟ نفس النتيجة السابقة: طالب واحد فقط هو الذي عبث بالأجهزة.
إذا أين يكمن الفرق أيها الأحبة، حيث وجد فريدمان أن نسبة التجاوب مع التوجيه والتهديد متساوية( [COLOR=green]طالب من بين اثنين وعشرين طالبا[/COLOR]).
مهلا، سنرى الفرق لاحقا. فبعد فترة ليست بالقصيرة. ذهب طلاب كل فصل على حدة إلى قاعة مصادر التعلم. فماذا حدث؟ اكتشف فريدمان أن طلاب الفصل الأول الذي تعرض للتهديد قد زاد عدد العابثين بينهم بالأجهزة إلى سبعة عشر طالبا. وفي المقابل لم يتجاوز عدد العابثين بين طلاب الفصل الذي تعرض للتوجيه سبعة طلاب فقط. أي أن فارق النسبة هو 77٪ مقابل 32٪.
هذه النتيجة تؤكد لنا أن الفرق بين أسلوبي التوجيه والتهديد يكمن في الأثر البعيد لكل منهما. فبينما يستمر أثر التوجيه وإن طال المدى، ويظل الطالب متأثرا به إيجابيا، فإن التهديد لا يلبث أن يتلاشى أثره بل ربما يعطي نتائج عكسية على المدى البعيد فنجد العصيان والتمرد من نواتج التهديد.
وهذه [COLOR=crimson]دعوة لكل أب ولكل أم، لكل معلم ولكل معلمة [/COLOR]بأن نسلك اللين والرفق في تعاملنا مع صغارنا لكي ننمي فيهم الشخصية السوية الواعية المتزنة، بعيدا عن زرع العقد النفسية أو الصدمات في نفوسهم فلا يمحى أثرها عبر السنين.
مقالة جميلة جدا روعتها تكمن في ماتحتويه من تجربه وددت لو أنها تعلم لمعلمينا وأساتذتنا في المدارس والمعاهد والجامعات…
فمعلمينا بحاجه ماسه للتوجيه.. قد تظنني ظالماً لكن من واقع ما رأيت..
فعلا سيدي المبدعون يظهرون بالتوجيه الودي لا بالتهديد والوعيد.
والانطوائيون الخجولون (خوافون عادة) ظهروا بسبب تجارب القسوه السابقه لم يجدوا المرشدين الجيدين الذين يحررونهم من تلك العباءة.
شكرا لك أستاذنا الفاضل على هذه المقالة.
مقالة جميلة جدا روعتها تكمن في ماتحتويه من تجربه وددت لو أنها تعلم لمعلمينا وأساتذتنا في المدارس والمعاهد والجامعات…
فمعلمينا بحاجه ماسه للتوجيه.. قد تظنني ظالماً لكن من واقع ما رأيت..
فعلا سيدي المبدعون يظهرون بالتوجيه الودي لا بالتهديد والوعيد.
والانطوائيون الخجولون (خوافون عادة) ظهروا بسبب تجارب القسوه السابقه لم يجدوا المرشدين الجيدين الذين يحررونهم من تلك العباءة.
شكرا لك أستاذنا الفاضل على هذه المقالة.