المقالات

الهدوء الجميل

الهدوء الجميل
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي

[JUSTIFY]في معترك الحياة تخرج لنا الكثير من المشاهدات الغريبة جدا وهذه المشاهدات تكون صورا ذهنية في عقول الكثير فيعتقد انها هي الصحيحة او انها هي الحق المطلق ومنها اعتقاد الكثير ان الرجولة تكمن في العصبية والصراخ والشتائم وغير ذلك من الافعال السلبية بل ويرون ان الهادئ هو شخص بارد لا مشاعر له وربما ايضا ينتقصون من رجولته وينتقدون مواقفه الكيسة والهادئة .

وعندما نتأمل السيرة النبوية نجدها تحرص على العكس تماما مما نشاهده الان فهي تنادي بالهدوء والروية وتنأى عن العصبية والهمجية وتصف المؤمن بأنه كيس فطن .

وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم للأشج ( اشج عبد قيس ) ( ان فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله الحِلم والأناة ) فهنا يصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي بالحلم والهدوء والصفح والتاني في الامور وفي قياسها والتأمل في كل ابعادها وبهدوء جميل ورائع .

ومن وجهة نظري المتواضعة ان الذي كثر امراضنا وزاد فينا السكر والضغط والقولون العصبي هي الشدة التي انتهجناها والعصبية التي تبنيناها جهلا منا بخطورتها علينا وعلى علاقاتنا ووهمنا منا بأنها هي حقيقة الرجولة المطلقة وهذا قمة الخطأ .

وأنا اعتبر ان اكبر كرم فاض به الله علي هو الهدوء في الطباع وهذه النعمة جعلت الكثير يتهمني بالبرود وغير ذلك من تهم ولكني اسمعها من قائلها واضحك كثيرا لأنني اعرف ان الاصل هو الهدوء والروية وان من وجدها احبه الله ومن احبه الله وجد بلا شك خيرا كثيرا .

ولكن علينا ان نفرق قليلا بين هدوء الطباع وبين البرودة في وقت الازمات فهنالك فرق كبير بينهما فالنبي صلى الله عليه وسلم كان طوال الوقت هادئا ولكن اذا صار خطب جلل كان حازما وربما يرى الغضب في وجهه فهو هنا صلى الله عليه وسلم يكون صارما في الاوقات التي تحتاج الى ذلك وهي قليلة ومن ثم يعود الى هدوءه المعروف عليه الصلاة والسلام .

والهدوء حتما قد يكتسبه الانسان الذي يفقده وبكل سهولة ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( انما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر ) فبإمكانك ان تكون هادئا اذا واجهت نفسك بعدة اسئلة لماذا اغضب ، وهل ما يغضبني يستحق الغضب لأجله ، وهل بإمكاني ان لا اغضب ، وماذا اخسر عندما اغضب ؟ وإذا اجبت بصدق عليها ستكون هذه هي بداية رحلة هدوئك .[/JUSTIFY]

حكمة المقال : كن هادئا تصنع المعجزات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى