نبيه بن مراد العطرجي
الموتْ سَفينة لَا بد وأنْ يَركبهَا كُل إبنْ آدم مهمَا طَال بِه العُمر أوْ قَصر فِي دُنيا الزَوال ، ومَا أجمَل الرَحيل عِندما يَكون فِي الشَهر المبَارك الفضِيل لرَب جَواد كَريم رحمَن رحِيم ، واليَوم بَعد مَا يقَارب الـ 9 عقُود ونَيف عَاشها الشِيخ / طَاهر جَميل بُغدادي – رحِمة الله – يَرفل بِنعم الموْلى تَبارك وتعَالى عَلى ثَرى أطْهر البقَاع مَكة المكرَمة جَاراً لبَيته لحرَام بحَارة آجياد التِي أبْصر النُور بِها عَام 1349هـ ودَع دَار الفنَاء بَعد أنْ تَقلب بَين أيَامها وليَاليها مُنذ صِباه شَيخ وقُور يَرعى أمُور أهل حَارته حَتى أصبَح أمِين سرهُم ، ومِن ثَم مدَة حَارتهم عام 1387هـ خَلفاً لوَالده رَاحلاً لدَار البقَاء لجنَان الله للفَردوس بإذِن الله تَعالى ورَحمته .
وخِلال فَترة تَربعه عَلى كُرسي العمُودية لحَارة آجيَاد لفَترة 33 عَام قَام رَحمه الله بمهَام عَمله الموكّل لَه عَلى أكمَل وَجه فِي زَمن كَان العُمدة فِيه حُاكم إدَاري للحَارة كَلمته نَافذة عَلى الكبِير والصَغير ، فَقد كَان رَحمة الله لَا تَغفل عَينه عَن أهلِ حَارته ، دَائم السُؤال عَنهم ، يَتفقد أوضَاعهم عَلى مَدار اليَوم يَقضي حَوائجهم ، ويُدخل البَهجة والسُرور عَليهم ، يُراعي كبِيرهم ، ويَحترم صَغيرهم .
ويَالها مِن خَاتمة حَسنة حَيث أختَاره الله فِي خَير الشهُور ، وأفضلهَا بَركة .
وبرَحيله فَقد أهلُ حَارة آجيَاد عَامة رَجل وهَب عُمرة فِي خدمتهمْ مُنذ صِباه حَتى وفَاته .
ندعُوا الله فِي هَذه الأيَام الفضِيلة أنْ يُثبته عِند السؤال ويَرحمه ، وأنْ يَجبر قُلوبنا فِي مُصابنا الجَلل .
رحِم الله عَميد عُمد مَكة المكَرمة الرَجل الطَيب الصَالح الشَهم الهمَام العَم / طَاهر جَميل بُغدادي ، عَظم الله أجْركم آل البغدَادي ، وأصبرُوا وأحتَسبوا ، فالله مَا أعْطى ، ولَه مَا أخَذ ، وكُل شيءْ عِنده بِقضاءٍ وقَدر .
دُعاء : اللهُم أغفِر لَه وأرْحمه ، وعَافه وأعفُو عَنه ، وأكْرم نُزله ، ووسِع مُدخله ، وأغسِله بالماءْ والثَلج والبَرد ، ونَقه مِن الذنُوب والخطَايا كمَا يُنقى الثَوب الأبيَض مِن الدَنس ، جَازه يا الله بالحسنَات إحسَاناً ، وبالسيئَات عَفواً وغفْراناً .[/JUSTIFY]