المقالات

القروبات متعة أم نقمة ؟!

القروبات متعة أم نقمة ؟!
بقلم أ/ عبدالعزيز الحشيان

[JUSTIFY]فكرة جميلة أن تقف في مفترق الطرق لساعات لترى العجب في الفكر والوعي وتنقلها من عمل الرتابة إلى الانفتاح أنه عالم مدهش واسع وثقافات مختلفة بين (الجنسين) نقلة سريعة تحملك بكل ماهو جديد سواء بالفرح أو بالألم ..إنه توجه حداثة فكرية في المجتمع، اختيارية في البحث عن المراد أنها الخصوصية التي تحيط بها القيم طبعًا ..ومن هنا يتحتم بأن الرغبة بتأسيس القروب عادة تقوم على فكرة رائدة في ذهن تأسيس القروب أو من اتفق معهم من الأصدقاء أو الأقارب، فكرة محشوة بالمثالية في طرح أفكار وآراء للنقاش، وتبادل معلومات قيّمة ومهمة لإثراء المعرفة، وتأسيس المجموعات والهدف منها التواصل بين أعضاء مجموعة أو فريق عمل .. ويمكن تشبيه مجموعة القروبات{بالسفينة} من أجل أن تتهادى في بحر الإثراء المعرفي والحكمة والتأمل، وتمضي السفينة بهدوء حتى تبدأ دعوة عضو لعضو لأنهما سيثريان الساحة، ومع نجاح القروب ينتتشي المشرف ويبدأ بالبهجة والتميز وبما يطرحه من آراء، فيبدأ يوزع عطاياه فيزداد الركاب في السفينة، بعد أن أصبحت ذمة القروبات واسعة وأصبحت تتحمل مائة مشارك، ويكثر الركاب في السفينة حتى تتباطئ في سيرها من كثرة تعدد الآراء، وتبدأ تظهر الاختلافات في الثقافة وفي الطرح ويبدأ الرشق بالمعلومات؛ حتى تتشوه جدران القروب بالعواصف للأهواء، ويصبح بلا شخصية أو ملامح وينسى مؤسس القروب الفكرة الرائدة التي ظن أنه قادر على تحقيقها، ويبدأ القروب في الحماس. وتهدف المجموعات في القروبات لتقول كل البوح بعفوية الكلام: “والحوار وعدم الاعتراض وقول كلمة لا والتلذذ بالنقد، ولكن التقنية أفرجت الهمّ وسمحت لكل إنسان بالتعبير، ولكن التعبير لم يكن موزونًا ومقبولًا مهللًا وفاضحًا لكثير من الشخصيات، التي لم تتعود التعبير والكتابة، كانت الكتابة هي المحك في الفكر وقوة الأسلوب، وهي الرهان الذي لم يكسبه الكثيرون بأموالهم ومناصبهم ووجاهتهم، مجموعات القروبات فضحت الناتج الثقافي والأنا المكبوت .. والتحصيل العلمي والمعرفي فضح ثقافة المجتمع، فتجد هناك أحيانًا الهشاشة في الطرح أو عدم تحمّل آراء الآخرين، وضعف مهارة الحوار، والدكتاتورية في الرأي، والتعصب في الفكرة، وتمجيد الأشخاص وتقديسهم والتقليل من شأنهم، والفراغ القاتل الذي ينخر في جسد المجتمع. كما هي رحلة متعبة لكنها جميلة بتواجد ثقافة الجنسين ..إنها تكشف الكثير من الأصناف وتوجهاتهم ..واهتماماتهم وأسلوبهم الراقي الجذاب بالأرواح بالرقي والمكانة المعرفية..في عصر الانفتاح؛ هل نعي أن رحلة السفر بالقروبات متعة أم نقمة ؟! إننا نقول الآن إنها نعمة بعصر التقنية والانفتاح … الباهر “!![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى