روائع الدعاء..
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي
ويؤكد لنا الله مبينا أهمية الدعاء وخطورة تركه في الوقت نفسه، حيث يقول في القرآن الكريم (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) وهذه الآية تبين لنا مدى أهمية الدعاء وعلو قيمته.
والدعاء يخرجنا من مراحل اليأس إلى عوالم البهجة، ومهما عمل الإنسان من ذنب واقترف من خطيئة، فالله يناديه، حيث يقول: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
فلا يقول الإنسان يائساً: الله لن يغفر لي، وذلك لأن علاقتنا بالله تختلف عن علاقتنا بأي شيء آخر، فالله يقول لنا في الحديث القدسي (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم دعوتني لغفرت لك ولا أبالي)، وهذا الحديث يدل على أن الدعاء لا يخضع للمقاييس، فهو ابتهال روحاني يربط بين الإنسان وربه.
والله يقول في الحديث القدسي (يا ابن آدم إن نسيتنا ذكرناك وإن جافيتنا أمهلناك وإن جئتنا قبلناك)، ويقول أحد العلماء (إن لله طرائق عدد أنفاس الخلائق) والله قريب منا، بل إنه أقرب إلينا من حبل الوريد، والله يفرح بعودتنا إليه ويشتاق لأنين المنيبين إليه.
وبمجرد ما يدعو الإنسان، فهذا أول توفيق لأن الله لا ييسر لكل أحد أن يدعوه، وهذه الدعوة قبلت، ولكن كما يقول العلماء فيها (إنها إما أن تستجاب معجلة أو تأتي في شكل آخر بمعنى أنها تبدل أو تؤجل لصاحبها في الآخرة) فمثلاً إن دعا إنسان بالرزق، فقد يأتيه هذا الرزق في شكل مال كما يحب، أو يبدل ويكون علماً أو جاهاً، أو يؤجل في الآخرة ويكون جنة عرضها السماوات والارض .[/JUSTIFY]