الحَفَظّةْ … وَالدَكْتُورَاهْ الفَخْرِيّةْ

الحَفَظّةْ … وَالدَكْتُورَاهْ الفَخْرِيّةْ
نبيه بن مراد العطرجي

أصْبحنا نَعيش فِي زَمن التَفاخر بالمسميَات العِلمية التِي تَسبق الأسمَاء ، ويتهَافت عَليها هَذا وذَاك ، وغَدت هَاجسه وحِلمة الذِي يِراوده ، ليتبَاهى بِلقبه العِلمي الذِي يُنادى بِه بَين أفْراد المجتَمع ، وكثِير مِن الأسمَاء التِي حَملت تِلك الشهَادات لمْ تُقدم لمجتَمعها سِوى رسَالة مَطبوعة تَحمل بَين صَفحاتها دِراسة تَحليلية لموضُوع مُعين يتلَاشى تَدريجياً بَعد الحصُول عَلى اللقَب ، ومَع مرُور الأيَام لَا تَجد لَه أثَر بإستثنَاء اللقَب العِلمي الذِي يَحمله الدَارس عَلى أسَاس أنّه نهَاية المشْوار ، وخَاتمة المطَاف ، مَع أنهَا فِي الحقِيقة بدَاية الطرِيق ، ومِن أسْمى وأعْلى تِلك الشِهادات العِلمية مَرتبة تِلك التِي تُمنح مِن قِبل الجَامعات دُون درَاسة لشَخصيات بَارزه فِي العَالم شِهادة الدكتُوراه الفَخرية .

فَهي تَكريم لمنْ تُمنح لَه نظِير مَا قَدمه مِن أعمَال تتفَاوت مِن شَخص لآخر ، ونَحن فِي هَذا الشهر المبارك رَمضان الخَير تمتَليء بِيوت الله بالمصَلين لآدَاء صَلاة التَراويح والتَهجد ، والتِي تَحتاج لحَفظة كتَاب الله يَقوموا بمهَام الإمَامة ، إحيَاءاً لهَذه السُنة ، رُوي عنْ المصْطفى صَلى الله عَليه وسَلم أنّه قَال : ( فَرض الله عَليكم صِيامه ، وسننتُ لكمْ قيَامه ) وبَعد وفاة النبِي عَلية الصَلاة والسَلام جَمع عُمر رَضي الله عَنه النَاس عَلى إمَام وَاحد ، وقَد رُوي عَنه صَلى الله عَليه وسَلم أنَه قَال : ( عَليكم بسنَتي وسُنة الخلفَاء الراشدينْ
المهدِيين مِن بعدِي عُضوا عليهَا بالنوَاجذ ) .

وكَون الحَفظة لكتَاب الله الكرِيم يُقدمون للأمَة عَمل جَليل فِي إحيَاء سُنة المصطفَى عَليه أفضَل الصَلاة والسَلام، وقَد وهَبهم الله حِفظ كتَابه الكرِيم المعجِزة الخَالدة ، وميَزهم بصفَات وخصَائص فَريدة عَن غَيرهم فِي الحيَاة الدُنيا والآخِرة .

فَحبذا أنْ تَمنح الدَولة حَفظ الله ولاة أمْرها ورعَاهم بِعينة التِي لَا تنامْ هؤلاءْ الحفَظة الكِرام الذِين تَفردوا عَن غَيرهم بِحفظ كلَام الله شِهادة الدكتُوراه الفَخرية مِن قِبل جَامعات التعلِيم دُون النَظر لأمُور دنيَويه بَين حَافظ وآخَر .[/JUSTIFY]