اطلعت على الحوار الصحفي للأخ سداد السعيد في صحيفة صدى تبوك، وتفاجأت بحديثه عن الإعلام والصحافة بتبوك وكأنه أحد جهابذة الاعلام والصحافة في زمانه، وهو لا يعدو عن كونه حاملاً لبطاريات كاميرا مصور التليفزيون. علاوة على أنه يعد نفسه مديراً لمركز تليفزيون تبوك سابقا، وهذا المنصب لم يصل إليه إلا لعدم وجود منافس له.
أنا رافقت جهاز التلفزيون أكثر من عشر سنوات، وأعرف ماذا يدور خلفه والعمل الذي يقوم به. إنه لا يقوم بغير نقل أحداث ” استقبل وودع ” وبعض الأنشطة الرسمية البحتة. وطوال فترة إدارة سداد للتلفزيون فإنه لم يكن له أي دور يذكر – أثناء نقل ” استقبل وودع ” وغيرها من الأحداث الرسمية في مدينة تبوك ومنطقتها – إلا حمل بطاريات كاميرا التليفزيون مع المصور على كتفه.
وللحقيقة والتاريخ فإن الأخ سداد أجاد استبدال البطاريات لحامل الكاميرا بكل إخلاصٍ وتفانٍ، و بدون أن ينزل الكاميرا عن كتفه كما كنت أشاهد – كوني شهدت المرحلة بكل تفاصيلها.
المهم، نعود الى حوار الأخ سداد – الذي أقل ما يقال عنه أنه لقاء احترف فيه سرقة تاريخ زملائه الصحافيين الذين لهم السبق في صناعة المشهد الصحفي بتبوك، وإيصال صوت مواطن مدينة تبوك ومنطقتها إلى أرجاء الوطن، بالإضافة إلى حمل همومه بشكل يومي – حيث غيب دور الأخ الزميل علي العامر وهو الصوت الحر للمنطقة، والذي تحمل الكثير من المتاعب بسبب آرائه حيال الخدمات. علي العامر لا يزال يعيش في وجدان أبناء تبوك.
أين هو عن دور الأخ محمد ياسين عبدالقادر – الذي ظل أربعين عاماً وهو ينقل خبر ما يحدث في تبوك؟ أين هو عن الدور الكبير والمضيء للزميل أحمد شاهين -رحمه الله – ودوره حيال مدينة تبوك ومدينة ضباء وميناءها بشكل؟ أحمد شاهين لا يزال محفوراً في ذاكرة من عاش تلك المرحلة بتحقيقاته الصحيفة الجريئة حيال العمل على تشغيل ميناء ضباء. وصل أحمد شاهين بالعمل الميداني الصحفي – من أجل تنمية منطقة تبوك عبر ميناء ضباء – إلى لقاء كل مسئولي المحافظات المصرية عبر تحقيقات صحفية – نشرت في صحيفة المدينة – كان لها أثرٌ بالغ حتى أزعجت فارس الموانئ – آنذاك – فايز بدر – رحمه الله. ورأينا كيف كان صراع أحمد شاهين حتى تم افتتاح ميناء ضباء، الذي عاد بتنمية كبرى للمنطقة، لم ينال منها شخصيا -رحمه الله- أي شيء، لا هو ولا عائلته. أين هو من دور الصحفي الفذ حمدان الخريصي؟ أين هو من الدور الذي لعبته صحيفة عكاظ بالمنطقة – منذ عام 1986- مروراً بدور الزملاء عطاالله المرواني وعلى بدير والمثقف عبدالرحمن العكيمي؟
ولنعد إلى شواهد التاريخ التي لا تكذب، ونسأل الأخ سداد: ماذا قدم طوال سنوات عمله – كما يدعي – بصناعة التلفزيون والإعلام بالمنطقة – غير ما ذكرنا أعلاه؟ ولكنني أقول بأنك لم تعطي الفرصة ولا لوجه تلفزيوني واحد للعمل كمراسل، ولم تصنع تحقيق صحفي واحد عبر كاميرا تليفزيون تبوك، ولم تقم بتغطية حدث ثقافي أو فني بتبوك. وأسألك: ماذا صنعت عندما انتقل التلفزيون من مركز إرسال إلى مركز انتاج؟ أين هي المكتبة الفنية الضئيلة للأغنية – والتي صنعت قبل مجيئك – الموجودة في تلفزيون تبوك؟ الشواهد التاريخية تقول بأنك أهملتها حتى احترقت. أنت المسئول عن ضياع هذا التراث الفني.
وإن عدنا أيضاً إلى ثنايا الحوار، فإننا سنجد سداد يفتخر بأنه لم يسمح لأي وجه نسائي – لا كمذيعة ولا حتى كضيفة – بأن يظهر من خلال تلفزيون تبوك. وهنا أقول: ليتك تجاوزت هذه النقطة، لأنها تشير إلى نفقٍ مظلم في هذا الجهاز – وهو محاربة العنصر النسائي – رغم أن الدولة أجازته عبر أطرٍ إسلامية. فكيف تقف انت ضد هذا التوجه ولا تنفذه؟
الحقيقة مؤلمة يا أبا فواز.. ليتك ذهبت إلى سكون التقاعد؛ كان ذلك أفضل من بهرجة صناعة تاريخ لا تمثله.