المحليةالمقالات

العابثون في المدارس

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]العابثون في المدارس[/COLOR][/ALIGN]

فلا تكاد تخلو مدرسة ؛ من أولئك الطلاب اللاهين عن الواجبات، والمهملين للتوجيهات، والمخالفين للتعليمات ، والذين ليس لديهم دافعيّة في طلب العلم ، ولا اهتماماً بمتطلبات التعليم ، ولا حرصاً على الآداب ، ولا عناية بالأخلاق.

فمن ملاحظاتنا عليهم في الفصول الدراسية : الحديث بينهم والمعلم يشرح الدرس ، والمماطلة في إخراج الكتاب ، والتكاسل عن التفاعل والمشاركة ، وطرح أسئلة فيها سخرية بالدرس ، والتحدث في مواضيع خارج المنهج ، وتعمُّد الكلام والعطس والتثاؤب بصوت مرتفع ، وتحريك الطاولة أو الكرسي لينبعث منها صوت مزعج.

إنها كثيرة تلك التصرفات الطلابية المزعجة ؛ التي تتكرر بصفة مستمرة ، وتحدث بصورة يومية ، والتي تؤدي إلى استفزاز المعلمين ، والتشويش عليهم ، وإعاقتهم عن العطاء العلمي، والإبداع العملي، كما ينتج عنها انخفاضاً في تحصيلهم الدراسي، وانحداراً في وضعهم السلوكي.

إن ما نشاهده من سلوك مخل ، أو فعل سلبي من طلابنا؛ يفصح عن اختلال في التربية الأسرية ، القائمة اليوم على التدليل الزائد، والإهمال المتواصل، والمتهاونة في تدريبهم على مهارات أساسية في الحياة ؛ كالتعامل الحسن ،والاستماع الفعال، والحديث الهادئ، والحوار المفيد.

يأتي الطالب المشاغب إلى المدرسة؛ إرضاء لأسرته، ومعتقداً في نفسه أنها مكاناً للتسلية، وتزجية الوقت ، وهو غير مدرك لمساوئ سلوكه ، ولا لمخاطر تصرفاته ، ولا يمنعه من تكرار أخطائه مانع ، ولا يردعه عنها رادع؛ فنظام الضبط في مدارسنا يشكو من اختلالات عديدة، وإشكالات كثيرة.

هناك ضعف في العناية بالتنمية السلوكية ، وفي بناء الأخلاقيات لدى الطلبة ، وهناك تهاون في تعزيز السلوكيات الحسنة، والمبادرات الإيجابية ، فقط نهتم بمعالجة السلوك السلبي، وإصلاح التصرفات الخاطئة.

وهناك تهاون من بعض المعلمين في استخدام الطرائق التي تثير شوق الطلاب للدروس ، وتحببهم في بيئة الصف ، ولكن أعظم خلل مع العبث المدرسي ؛ يكمن في عدم معرفة بعض المعلمين لتقنيات إدارة الصف ، وأساليب تعديل السلوك وإرشاد الطلاب.

فالواجب على كل مدرسة؛ تحسين بيئتها، والرقي بأجوائها الصفية، والاهتمام بالتنمية السلوكية، والعناية بتوثيق العلاقة الإنسانية البناءة ، والتذكير المستمر بالأنظمة الملزمة لوجود الطلاب، وإشراك العابثين في تحليل أخطائهم، وفي تقويم أنفسهم، وإصلاح عيوبهم، وتعديل سلوكهم.

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د.عبدالله سافر الغامدي[/COLOR] جده[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى