المقالات

اللواء الفذ

اللواء الفذ
فيصل بن حمزة مراد

[JUSTIFY]رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ياأبا خالد. عرفته مبكرًا عن قرب في السابعة والثمانين بعد الألف والثلاثمائة من العام الهجري بحكم صداقته وحميميته بعمي عبد اللطيف مراد مساعد أمين العاصمة المقدسة في حقبة سابقة عافاه الله وشافاه. وكانت هناك زيارات ومسامرات متبادلة فيما بينهما، وكان -رحمه الله- شخصية فذة مقدامًا قولًا وعملًا، مخلصًا لله ولوطنه. قريب للخير، لطيف طيب المعشر، جواد في الخير قدم لدينه ووطنه الكثيرأحب الناس فأحبوه، لين الجانب حازم صارم، قوي الشخصية مهابًا في غير ضرر. كان يبذل الكثير في تسخير شخصه لخدمة قاصديه من الناس أينما كانت حاجاتهم؛ فيبادر بشخصه متابعًا حتى تقضى الحاجة له كرزمة خاصة ووجاهة وقبول منقطع النظير أينما وجد، بليغ في محادثته. يفرض الانتباه إليه احترمه الجميع، وسيم الملامح يعتني كثيرًا بزيه المدني والعسكري. أتذكر في الماضي عندما كان نقيبًا في شرطة العاصمة المقدسة وتحديدًا في مركزشرطة المعابدة حينما كان هناك التلاحم والتقارب كبيرًا بين المجتمع المكي. والناس يقصدون بعضهم بعضًا وصولًا لمن يحقق مقاصدهم عند الغير من المسؤولين في أجهزة الدولة المختلفة وكثيرًا ماكان يقصد عمي عبد اللطيف مراد من بعض المجتمع المكي بطلب مرافقتهم إليه وطلب الشفاعة الحسنة عنده -رحمه الله- في القضايا المشمولة بالإحسان بين عبادالله. وكان أبو خالد للخير مقدامًا يعمل -رحمه الله- جاهدًا في لملمت الكثير من القضايا الاجتماعية التي تحدث من بعض الناس وتنهى صلحًا وسترًا دون المساس بضوابط النظام أوالإضرار بأطراف أخرى؛ فهو يدرك تمامًا أن ما يقوم به هو إصلاحًا بين الناس عملًا بمقتضيات وسماحة ديننا الحنيف لاضرر ولاضرار، وهو بذلك العمل سابق عصره بمراحل عدة له رؤى اجتماعية مستقبلية تتعدى واقع حال تلك المرحلة فيما يخص مهامه ومسؤولياته وواجباته الأمنية لايقبل ولايعترف بالمستحيل يتطوع في تطويع ماهو متاح بين يديه في الجهاز الذي يتولى مسؤوليته وتسخيره لخدمة المجتمع.
ترك بصمات وإنجازات في كل القطاعات التى تولى قيادتها، أحبه مرءوسيه ودائمي الثناء عليه وأدرك هو ذلك في حياته، وكان سعيدًا بماقدم ونال الحب الكبير من الناس وولاة الأمر والذي هو دلالة على حب الله ودليل ذلك توفيق الله له الذي صاحبه طيلة حياته. وربطتني الحياة العملية بسعادته كثيرًا فيما بعد امتدادًا للعلاقة الحميمية التي بينه وبين عمي، كما أسلفت وقد وجدت في شخصه كل ماذكرت حقيقة وانطوت الأيام والسنين طيًا، ورحل سعادة اللواء الفذ عبدالله بن حمود الحارثي أباخالد مودعًا هذه الدنيا بدموع. محبيه وبإرث عظيم سيظل رمزًا من رموز هذا الوطن ماكثًا في قلوب الناس وألسنتهم بدعوات دائمة وصادقة بإذن الله تعالى -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته وداعًا أبا باخالد المحب.[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى