هناك عقول مغلقة سيئة ديكتاتورية تحول النعم إلى وسائل هلاك إنها عقول الساسة في إيران خلال العصر الحالي التي حولت كل دخل البلاد القومي من بناء تنمية على شكل مشاريع تتحسن من خلالها معيشة المواطن الإيراني إلى إنشاء مفاعلات نووية وشراء الأسلحة؛ لكبت المواطن في الداخل والاعتداء على الدول المجاورة ودعم الجماعات الإرهابية في كل أرجاء العالم. والمعلوم أن دور الحكومات المخلصة الرشيدة يتلخص في توفير الحياة الكريمة للمواطنين من خلال توفير تعليمًا جيدًا واهتمامًا بصحة المواطنين، وتوفير الغذاء واحترام كرامة المواطن وإعطائه كافة الحقوق . والفكر السياسي البنائي المتوازن يسعى لبناء مشاريع حضارية تخدم السكان مع بناء آلة عسكرية قادرة على حماية تلك المكتسبات. وهناك تشابه بين الفكر السياسي الإيراني العدواني، وفكر الديكتاتور كيم آل سونج حاكم كوريا الشمالية؛ حيث هداه فكره العدواني المغلق إلى فكرة عدوانية شيطانية تتلخص في بناء سد ضخم بحيرته تتسع لحوالي ستمائة مليون طن من المياه في عام ١٩٨٩م بقرب حدود بلاده مع كوريا الجنوبية . لم يكن كيم يهدف من إنشاء هذا السد إلى تنمية بلاده زراعيًا بل يهدف إلى تهديد جيرانه في كوريا الجنوبية؛ حيث يرى الخبراء إن انفجار السد يساوي القوة التدميرية لعدة قنابل نووية في وقت واحد، إضافة إلى أنهم يرون أن مدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية ستغرق خلال بضع ساعات لا تتجاوز نصف يوم ومعها يغرق ملايين من السكان ودمار شامل للمنشآت وكل مايمت للحضارة والنماء بصلة. الفكر الديكتاتوري التوسعي يتشابه في كل مكان وزمان فهو بمثابة الفكر الذي يدوس على كرامة المواطن وعلى كل المبادئ والأعراف الدولية التي تنظم علاقات حسن الجوار بين الدول، تسوده الأنانية وضيق الأفق. قال تعالى:”وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” سورة الأنفال، لعل ساسة إيران لم يقفوا عند هذه الآية ويطلعون على تفسيرها.
0