المقالات

الطائف تحتفي بالفيصل شاهد وشهيد

أشيد وأشدو بالإنجازات المميزة، والجهود المثمرة لأمانة محافظة الطائف، وتبنيها لإقامة معرض (الفيصل شاهد وشهيد)؛ فالفيصل -رحمه الله- خلّد في ذاكرة التاريخ وأضاء في جبين الزمن، بما قدمه لمجتمعه العربي والإسلامي من أعمال ومآثرجليلة، وقيم ونبل وفضيلة، نتناولها بالقول والحفظ, والافتخار فالفيصل أحبته كل العرب، وسارت خلفه كل الأمم المسلمة،وانحنت له هامات كل الدول الأوروبية والأمريكية اعتزازًاوتقديرًا، وإجلالًا وتبجيلًا. من عشقه لرفعة بلاده، وأمته، وجعلها أن تسمو بين الأمم، من لحظة ميلاده إلى ريعان شبابه نهل من معين والده الملك عبدالعزيز-رحمه الله-فكان له المعلم الأول، والدليل الهادئ،والمدرب الحاذق، والمرشد البارع، والحكيم المحنك، كان الفيصل مهيئًا بجودة فطرته، وحسن فطنته، فنبغ وتألق على القامات السامقة من زعماء الأمصار في عصره ونستشهد على عمق عروبته قوله: (إن المملكة العربية السعودية تعتبر نفسها سندًا لكل عربي وفي خدمة كل عربي .(
ومن أشهر أقواله (لسنا ممن يقول سوف نعمل،ولكننا تعودنا بحول الله وقوته، أن نقول عملنا). ويوضح رؤيته، خطابه في البيت الأبيض (نريد عالمًا تسوده الحرية، ويسوده السلام، يسوده التعاون، تسوده المحبة) والفيصل المؤمن بحب شعبه يؤكد ذلك مقولته: (إن الدولة يجب أن تكون في خدمة الشعب ) الفيصل بأفعاله حظي بالحب والاحترام، واحتل شرفات القلوب من زعماء الدول والشعوب. تجلت في أقوالهم بأبلغ الكلمات التي صاغوها؛ فالرئيس الأمريكي نيكسون يقول عنه: (إذا بحثنا الخبرة العميقة، والحصافة السياسية, والنظرة الثاقبة، ومدى السنوات في معترك السياسة العالمية الدولية لن نجد سوى الفيصل .(ويصفه الرئيس الفرنسي جيسكارديستان( لقد لعب دورًا طليعيًا في تنمية بلاده، وفي نشر الإسلام المعاصر).وتتحدث عنه إليزابيث ملكة بريطانيا(إن إنجازاته من رخاء وازدهار لشعبه أكسبته مكانًا بارزًا في التاريخ) . (ولكن ما أطربني من ثنايا الأقوال نصًا لملك الكلمة, وأمير مكة صاحب السمو الملكي خالد الفيصل يقول: فيصل بن عبد العزيز، نبوغ طفل. شجاعة فتى. قيادة رجل. حكمة شيخ. زهد ملك. استشهاد مجاهد. ملك نفسه، فملك الناس. ترفع عن الصغائر، فكبر ونأى عن المظاهر فاشتهر . قليل الكلام.. كثير العمل. إذا تحدث صدق.. وإذا قال فعل، وإذا غضب صمت. في صمته مهابة.. وفي حديثه جذاب. في حركته رشاقة.. في هندامه أناقة. بسيط المظهر.. عميق المخبر. إذا وقف بين الناس ظننته أطولهم قامة، لشموخ مكانته. وإذا تكلم ظننته أرفعهم صوتًا، لبلاغة حجته.. ظن من صحبه أنه أحب الناس عليه.. وظن من عمل معه أنه أقرب الناس إليه. ينصت حتى الملل.. ولا يصدق حتى يتأكد.. ويصمت حتى الضجر.. فإذا تحدث تسيّد. صبور بلا سأم.. ولكنه إذا قرر حسم.. خلقه الإسلام.. وطبعه التأني والتأمل. حلمه وحدة كلمة المسلمين.. وأمنيته الصلاة في القدس. مسلم غيور.. مصلح جسور. بالدين ملتزم.. مع التطوير منسجم. قوي الإيمان.. عف اليد واللسان.. صبور على الزمان.. ثابت في المواقف والمكان. احترم نفسه فاحترمه الناس.. زهد في الدنيا فأتته.. وطلب الشهادة فاستعجلته.. رحل وما زال معنا.. فيصل بن عبد العزيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى