عبدالله احمد الزهراني

زهرة ومهنية الصحفي الحر

سجل الزميل فهد المنجومي المحرر بصحيفة “سبق” موقفًا إنسانيًا بطوليًا، وعملًا صحفيًا قد يكون الأول من نوعه في صحافتنا المحلية، عندما تسبب في فصل أربعة مديرين من (القطاع) الذي يعمل فيه، عندما نشر الحقيقه بكل شجاعة وأقتدار ودون اي اعتبارات اخرى لعمله الحكومي ، فالمنجومي أحد منسوبي وزارة الصحة في مكة المكرمة، ويعمل في مستشفى الملك فيصل، لكنه قدم عملًا إنسانيًا بمهنية صحفية عالية، بأخلاقيات الصحافة التي تتألف من المبادئ والأخلاقيات على أرض الواقع وقام بتطبيقها على التحديات المهنية التي تواجه الصحفيين، عندما كشف عن جريمة فقدان جثة الطفلة (زهرة) المتوفاة بمستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة في نهاية شهر رمضان الماضي، في الوقت الذي لا يعلم عنها منسوبو المستشفى ولا الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة إلا بعد خمسة أيام،عندما فاحت رائحة الجثة، وكان يحسبها العاملون في المستشفى رائحة فأر ميت بأحد الأسقف المستعارة بالمستشفى. فالمنجومي رغم أنه يعمل في المستشفى إلا أنه تعامل مع القضية بمهنية عالية وأبى الضمير الصحفي الحي لديه إلا أن ينشر الخبر؛ نصرةً للطفلة زهرة وأهلها الذين تعذبوا خلال الخمسة أيام وهم يبحثون عن طفلتهم بين مستشفى (الششة) وثلاجة الموتى بالمعيصم، ومستشفى الولادة وكل جهة منها تنفي وجود الجثة لديها، رغم انها موجودة في غرفة أشعة الموجات الصوتية بمستشفى الملك فيصل. فتدخلت الجهات المسؤولة وتحققت من الأمر، وشكلت لجان وصدرت القرارات من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة بقيادة الدكتور الشجاع/ مصطفى بلجون بإعفاء أربعة مديرين من مستشفى الملك فيصل وهم : (مدير المستشفى،ومدير الخدمات الطبية، ومدير الخدمات المساندة، ومدير قسم الطوارئ) وإحالة جميع الممارسين الصحيين الذين ثبت تقصيرهم في الرقابة والإشراف إلى لجنة النظر في مخالفات نظام مزاولة المهن الصحية.
فهذه القرارات أثلجت صدورنا، وحققت العدالة في قضية الطفلة المتوفاة وأراه عملًا متكاملًا بين الصحيفة ومديرية الشؤون الصحية بالمنطقة، ولكن تبقّى تكريم (الصحفي الحر) فهد المنجومي على شجاعته في نشر الخبر وعدم تغاضيه عن إهمال زملائه الذي لم يرضِ المسؤولون بالصحة قبل غيرهم؛ رغم محاولة البعض تسليم الجثة لذوي الطفلة المتوفاه على طريقة (استر ما واجهت) كاشفًا للبلحون بعض القصور الحاصل في المستشفى، وهذا ما يناشده كل مسؤول مخلص في عمله، فالصحافة عين المسؤول، والصحفي يبحث عن الحقيقة ولا يسأل عن التكريم، ومن هنا أناشد معالي وزير الصحة الدكتور خالد الفالح بتكريم ابن الصحة فهد المنجومي على إنسانيته قبل مهنيته الصحفية، وعلى امانته قبل مصلحته الشخصية، فنحن في عصر الحزم ولا مكان للمتقاعسين اليوم ليكون قدوة لغيره واقتصاص سرطان الاهمال من جذوره.
كما آمل من سمو سيدي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وهو الحاكم الإداري المميز أن يكرم الصحفي الحر فهد المنجومي، فبناء الإنسان من أول اهتمامات سموه، وتكريم المتميزين ديدنه، كيف لا وهو من أوجد جائزة مكة للتميز.
أما فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة، لا أدري ماذا أقول لهم وأخشى أن أحرجهم بطلب تكريم زميل مهنة المتاعب فهد المنجومي، في ظل انشغالهم بأعمال وبرامج الفرع.

واخيرا نحن معنيين بمكافحة الفساد ومحاربة الاهمال وتكريم كل شخص نزيه في عمله مثل المنجومي الذي خاطر بنفسه في هذه القضية.
شكرا لمديرية الصحة على الشفافية في البيان واعترافها بالخطأ يزيدنا ثقة في عملها بقيادة البلجون، ومن خلفه معالي الوزير خالد الفالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى