المقالات

وداعًا مؤسس الدبلوماسية الحديثة

“وداعًا مؤسس الدبلوماسية الحديثة”
محمد عبد العزيز اليحياء

[JUSTIFY]هناك رجال عندما تفقدهم الدول والحكومات أو حتى داخل الأسرة؛ فمن الصعب أن يعوضوا لتميزهم بصفات نادرة لا تتوافر في أمثالهم بأمر الله إلا بعد مئات السنين صاحب السمو الملكي الأمير الراحل سعود الفيصل -يرحمه الله- ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين، والذي فقدناه قبل فترة يُعد شخصية متفردة مختلفة في المجال الدبلوماسي والسياسي. حكيم، لبق، لماح، سريع البديهه أذهل -يرحمه الله- كل من عرفه أو تعامل معه رؤساء دول من ملوك وزعماء وساسة أشادوا به في حياته وبعد رحيله. طبعًا الخاسر الأول هو نحن المسلمون والعرب؛ لأننا فقدنا ابنًا من الأبناء البارين بأمتهم الإسلامية حمل قضايا الأمتين على عاتقه، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ستظل مواقف سموه العظيمة والتاريخية علامة بارزة يتذكرها كل من عايشها، وتلمس نتائجها هو جامعة في قدراته معلم أجيال من جامعته نهل الكثيرون، ومن مجالسه تعلموا وتمرسوا كثيرين كانوا يحسدون المملكة والمسلمين عمومًا على هذا الداهية كانت كلمة الحق شعاره، وكان صوت بلاده وأمته الإسلامية والعربية لا يغيب عن كل مفاوضاته ومحادثاته أكثر من أربعين عامًا لم يعرف طعم الراحة، لأنه حمل أمانة كبيرة نشهد بالله أنه كان أهلًا لها طوال تلك الفترة؛ حتى أثناء مرضه كان يواصل عمله كان يتحامل على نفسه لم يشتكِ يومًا لم يتقاعس عن قضايا أمته، ظل يعمل وعندما طلب الإعفاء شاءت إرادة ربه أن ينتقل إلى جنة الخلد بمشيئة الله يعتبر -يرحمه الله- أقدم وزير خارجية في العالم حسب معلوماتي المتواضعة، وكلنا نتذكر العديد من القضايا والمشاكل التي كان لسموه بفضل من الله دورًا كبيرًا فيها؛ حيث عايشها وشارك في نقاشاتها واجتماعاتها ومنها القضية الفلسطينية ومعاهدة السلام بين مصر والعدو الإسرائيلي، والقضية العراقية الإيرانية قبل اشتعال فتيل الحرب بينهما قرابة الثماني سنوات.
كما لن ننسى دوره الكبير أثناء الغزو الغاشم من قبل طاغية العراق لدولة الكويت الذي كان يُشكل منعطفًا كبيرًا لدول المنطقة والعالم بأسره؛ حيث كان له -يرحمه الله- تحركات دبلوماسية فاعلة انطلقت من سياسة المملكة ووقوفها مع الحكومة الكويتية صاحبة الحق الشرعي؛ حتى تم إنهاء الأزمة مهما تحدثت ومهما قلت أجد كل العبارات وكل الألفاظ عاجزة أمام تلك القامة وما قدمته عندما تفقد الأمة الإسلامية الركيزة الأساسية للعمل الدبلوماسي؛ فإنها تفقد أشياء كثيرة لا يمكن تعويضها الرؤى التي كان سموه يتمتع بها سياسيًا جعلت مكانة المملكة المركزية على الصعيدين الإقليمي والدولي معززة مكنت المملكة من قيادة الدبلوماسية طوال عمله -يرحمه الله- قال عنه أحد رؤساء الاتحادات العربية سعود الفيصل أسس مدرسة دبلوماسية عنوانها “الحضور والحزم والشفافية”، ونحن نودعه لا نملك إلا الدعاء له بالمغفرة والرحمة والثبات عند الحساب وأن يسكنه الله فسيح جناته ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين، وما يشفع له عند ربه هو رحمة الرب عز وجل، ثم أفعاله الأخيرة وحفاظه على الأمانة التي حملها بكل إخلاص وتفانٍ إذا كانت كل الدول وكل محبي السلام والعدل فقدت سعود الفيصل فإننا معشر السعوديين فقدنا أخًا وواجهه مشرفة لنا في كل دول العالم ما يعزينا، ويخفف مصابنا هو ذلك الحب الكبير في قلوب المسلمين وغيرهم له، وهذا من حب الله له فمن أحبه الله أحبه خلقه.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى