كنت قد هيأت نفسي للكتابة عن موضوع اجتماعي يخص مجتمعنا ، ولكن هناك خَطبٌ جَللٌ لا يمكن أن يمر مرور الكرام ، فالواجب يُحتم علينا أن ننصر إخواننا المرابطين في غزة ولو بالقلم ، وبالمناسبة فإن القلم يُعتبر نوعٌ من أنواعِ الجِهاد ، كما قال بذلك العلماء (الجهاد بالنفس والمال والقلم .. إلخ) .
تعودنا على العَربدة الإسرائيلية الصهيونية ، والتي ليس لها حَد ، دون أي نكير عليها ، إلا ما تعودناه دائماً من التنديد والشب ، وكلام الشعارات والذي لا يُقدم ولا يؤخر في عالم اليوم ، ونشكو إلى الله تعالى ضعفنا وهواننا على الأُمم .
ولكن أعتقد أن هذه المرة لم تحسب حسابها إسرائيل جيداً ، وكل التي كانت تتوقعه ـ كما هو المُعتاد ـ أن تسمع شتماً من هُنا ، وتنديدات وشب وشعارات ترفع ، لا تلبث أن تخمد من هُناك ، وبعدها يُنسى الموضوع كما نسيت قضية احتلال شعب كامل منذ 62 سنة ( منذ عام 1948م ) .
حدث ما حدث وصار ما صار ، من همجية واعتداء سافر على قافلة الحرية والتي فيها كثير من الجنسيات وبعض إعلاميي قناة الجزيرة([COLOR=crimson]والذي نتج عنه وفاة 9 أشخاص[/COLOR]) والتي انطلقت من تركيا ، تحمل الزاد لأُناس مُحاصرين لأكثر من عام في ظل الصمت العالمي المُطبق والذي لا يعترف إلا بميزان القوة ، وذلك الاعتداء الذي استنكرته حتى الدول الغربية التي كانت تقف في صف إسرائيل ، كبعض الدول الأوربية كفرنسا ، وغيرها من الدول الأوروبية ، بل بعض القنوات الأوروبية عملت استفتاء للزائرين على موقعها حول تلك القرصنة والتي اعتبرتها همجية بكل المقاييس .
أعود وأقول حدث ما حدث وصار ما صار ، وما الذي ننتظره الآن ؟ بطبيعة الحال ننتظر الآن ردود الأفعال ، سيما من الجانب العربي ، والذي لا تعول عليه الشعوب العربية كثيراً ، ولكن أقل شيء يتوقع كردة فعل لما حدث أن يتم طرد السفير الصهيوني الإسرائيلي من البلاد العربية التي توجد بها سفارات للعدو الصهيوني ، كما فعلت بعض الشعوب الحُرة ، كجنوب إفريقيا ، وتركيا حينما سحبت سفرائها من إسرائيل ، بالمقابل الجانب العربي لم يفعل مثل ذلك أبداً ، فأقصى ما تم فعله من بعض الدول العربية كالأردن ومصر أن تم استدعاء السفير الإسرائيلي وتم استنكار العدوان على القافلة بِمَعِيتُه !!
هل هذا هو الدور العربي المطلوب في مثل هذه المِحَن ؟ أن يتم الاستنكار والتنديد والشب والذي سئمه الشارع العربي بكل طوائفه وفئاته ، أعتقد بأن السياسة موقف ويجب على الدور العربية أن تأخذ موقف مرة واحدة فقط وتتشجع وترمي بالمصالح جانباً ، وتقوم بطرد السفير الصهيوني اليهودي من بلادها ، ولأن الشارع العربي لم يأمرها أن تُحرك جيوشها المُجيشة ، وإنما فقط أن تقوم بطرد سفراء العدو الصهيوني .
[COLOR=crimson]استدراك قلم[/COLOR]بالناسبة بحسب علمي ـ القاصر ـ أن البلاد العربية التي بها سفارة للعدو الصهيوني هي الأردن ومصر ، وموريتانيا ، ولا أعلم هل توجد دول أخرى عربية غيرها ، أم لا ؟ والشعوب العربية سيما شعوب تلك البلدان تنتظر قراراً شجاعاً من زعمائها لطرد سفراء العدو الصهيوني من أراضيها ، بدلاً من الهرولة خلف مجلس الأمن أو المحكمة الدولية ، والتي لن تفعل شيئاً يضر بالصهاينة ، والغريب والعجيب أن المجلس الأوروبي رفع مذكرة لمجلس الأمن لرفع الحصار عن أهالي غزة ، وإن شاء الله يُرفع الحصار عن إخواننا المرابطين في غزة ، والله الموفق لكل خير سبحانه .
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي / مكة المكرمة[/COLOR] alharbi5555@gmail.com[/ALIGN]