التحرش الجنسي هل ترضاه لأهلك؟
بقلم/ محمد عبد العزيز محمد اليحياء
من الظواهر السلبية التي زادت في المجتمع بشكل كبير ظاهرة التحرش الجنسي ضد النساء والأطفال وحتى الشباب، لكنها تعد أكثر ضد النساء ولعل من أسبابها ضعف الوازع الديني، ثم انعدام الرجولة والغيرة لدى من يقوم بها والتحرش ليس مقصورًا على أن الرجل هو الذي يقوم به بل وحتى النساء، وهناك شواهد وإثباتات تؤكد وتوثق ذلك ولعلي عشت بعضًا منها.
لولا ستر الله ثم تمسكي بديني والحمد لله مرت بسلام؛ حيث اعتبرت من قامت بها ناقصة عقل ولعب عليها الشيطان، وقد يكون تجاهلي لها سببًا في إدراكها أنها وقعت في خطأ كبير كاد أن ينهي مستقبلها لو وقعت في ذئب يتزين بلباس البشر، وكلنا ندرك ونعلم بأن ضعف الوازع الديني سببًا رئيسيًا في وقوع المرأة وكذلك الرجل في جريمة التحرش نعم هي جريمة وظاهرة، ومن يقول العكس فأكيد هو واقع فيها ويحاول تسميتها بمسميات لا تمس للواقع بأية صلة من يقوم بالتحرش ويصر عليه أعتقد أن عقوبة الجلد في المرة الأولى وفي نفس المكان الذي تحرش به أمر في غاية الأهمية، كذلك المرأة التي تقوم به تودع في السجن أو دار الملاحظة بالمرة الأولى، ثم إن تكرر ذلك من الرجل أو المرأة يحكم على من يكررها بالسجن مددًا طويلة، وإذا لم يرتدع من ذلك تسجل عليه واقعة في سجله المدني، لكي يكونوا عبرة لغيرهم من المسببات كذلك لظاهرة التحرش غياب رقابة الأهل الأم والأب فالمسؤولية التي أوصانا بها رب العزة والجلال ورسوله -صلى الله عليه وسلم- كبيرة وثقيلة تحتاج الحرص والمتابعة من الوالدين، وكذلك الأخوة والأخوات الكبار.
كما أن من أسباب انتشار الظاهرة وتفشيها في المجتمع سلبية أفراد المجتمع أنفسهم؛ حيث غابت الغيرة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين غالبية الناس من الجنسين.
فإنكار المنكر أمر واجب على كل مسلم ومسلمة تجاه بعضهم البعض والوقوف ضد كل متحرش أو متحرشة كون انتشار الفساد أمر مدمر للمجتمع وأهله، كما أن هناك نقطة هامة وتعد من أهم مسببات التحرش ألا وهي التبرج والسفور لدى كم كبير من النساء عند خروجهن خارج المنزل؛ وخصوصًا إلى الأسواق فتجدهن كما قال أشرف الخلق عليه أتم وأفضل الصلوات والتسليم:” كاسيات عاريات مائلات” لباسهن تستحي المرأة المسلمة العاقلة لبسه أمام النسوة داخل المنزل؛ فكيف خارجه وفي الأسواق بالإضافة إلى روائح العطور التي تغطي كل مكان تسير به، وهي بتلك التصرفات تزني وترتكب معاصي عظيمة لا نقول جاهلة ربما الفتيات المراهقات لا يدركن مثل هذه التصرفات، وأنها تجلب الشر والخطر لهن لكن هذا الشيء تقع المسوؤلية على الأمهات؛ إذ يجب مراقبة البنات عند خروجهن وما يرتدينه ومحاسبتهن ومنعهن من الخروج ولو بالقوة فكم من فتاة تخرج مرتدية للعباءة، لكنها مع الأسف لا ترتدي تحتها الملابس داخلية والعياذ بالله، كما لاننسى أن للاختلاط الدور الكبير في تفشي نسبة التحرش في الأعمال.
ومن أسباب التحرش الجنسي كذلك إهمال البنات والأطفال وتركهم يذهبون للأسواق والمحلات والبقالات بمفردهم، وقد يتعرضون لما هو أبشع وأخطر وقد يقتلون من أجل إشباع رغبة شيطانية قاتلة والشواهد كثيرة كما لا ننسى الدمار والضياع والفساد والسموم التي تبثها القنوات الفضائية، ومع الأسف أن هناك قنوات منسوبة لهذا الوطن تقدم من المسلسلات والأفلام ما فيه دعوة صريحة للفساد والتحرش فعلًا لا قولًا، بل ما تقدمه لا تقدمه قنوات في دول تباح فيها المحرمات لكنهم لم يقدموا مثل تلك الأعمال حرصًا على أفكار أجيال المستقبل كما يجب ألا ننسى بأن عزوف الشباب والشابات من الجنسين عن الزواج بأعذار واهية أسهم في زيادة عدد المتحرشين من الجنسين الرجال؛ حيث يدعون بأن تكاليف الزواج مرتفعة بينما تجدهم يسافرون في العام ثلاث مرات وربما أكثر ويصرف في كل سفرة ما لايقل عن من 15 إلى عشرين ألف ريال.
أما عن الفتيات فمع الأسف نسبة كبيرة منهن ترفض بحجة إكمال التعليم أو خشيتها من عدم سماح زوجها لها بعد الزواج من إكمال الدراسة أو الاستمرار بالوظيفة وطبعًا أعذار واهية، ومنهن من تقول ما أعجبني العريس أو وظيفته ما هي كويسة وكلها أعذار واهية بعيدة عن الواقع، كما يجب ألا ننسى نقطة هامة أفرزتها المسلسلات العربية والتركية (الماجنة)، والتي أصبحت الفتيات يرددنها دون فهم هذا أحبه، وهذا ما أحبه وغزو العلاقات والصداقات المحرمة من خلال التحرش والكذب على الفتاة أنه يحبها ومعجب بها، وهي لا تعلم أنها عبارات كاذبة تنتهي عندما يفترس الذئب البشري فريسته ساعتها لن تجد أحد يرد على الجوال الذي كان عبارة عن شريحة مسبوقة الدفع باسم عامل انتهت برميها، والمكان الذي سحبت إليه شقة مفروشة انتهت بنهاية الواقعة؛ لتظل تبكي وتندب حظها ساعة لا ينفع الندم وإذا كانت من النوع الذكي فقد تستطيع الإيقاع به من خلال أشياء قد تكون عرفتها كالسيارة ورقمها ووظيفته واسمه كاملًا هنا يمكن -بمشيئة الله- الإيقاع به بالتعاون مع رجال الدين في الهيئات، أما سكوتها فمعناه دمارها وضياع شرفها ومستقبلها.
ختامًا علينا كمسلمين وأفراد مجتمع واحد أن نحارب التحرش وعدم التخلي عن دورنا ولا يقول هذا الأمر لا يخصني أو لايخص أهلي؛ فالمجتمع المسلم فيه جسد واحد أما أنت يامن تتحرش وتعتدي على محارم المسلمين أكيد لا ترضاه لأهلك، لكن ثق كما تدين تدان، وكما تتحرش بنساء وأطفال المسلمين؛ فهناك من سيتحرش بمحارمك وأطفالك فاتقوا الله وتوبوا إليه فيا فوز التائبين.