أعتقد أن وزارة الحج بوزيرها النشط وزملائه، يسعون لتنفيذ توجيهات الدولة الرامية لراحه الحجيج، سواءً القادمين من الخارج أو حجاج الداخل من السعوديين أو المقيمين؛ فالدولة -أعزها الله- بقياده الوالد القائد سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، وولي ولي العهد تسعى كل ثانية، وليس كل يوم إلى ما فيه راحة هذا الحاج الذي تعهدت بلادنا وقائدها خدمته وراحته، وتسخير وتسهيل الخدمات له، لا تبتغي من وراء ذلك إلا وجه الله وثوابه ورضاه، جعل الله هذا في ميزان حسناتهم، وكل من يعمل لخدمه وراحة الحاج. وحسب فهمي وحسب ما علمته من التنظيمات التي صدرت قبل أيام والتي تناولها بعض الزملاء هنا في صحيفتنا المتميزة والراقية (مكة الإلكترونية) أقول: هو قرار موفق وناجح بمشيئة الله، سوف يقضي على الجشع والاستغلال الذي تقوم به بعض شركات الحج؛ حيث جاء تحديد رسم تكلفة الحاج مناسبًا، وإن كنت أنا شخصيًّا أتمناه أقل؛ كون الأجر الذي يأخذه صاحب الشركة مرتفعًا، ولا يساوي شيئًا مع الأجر الذي سوف يلقاه من ربه كلما كان سمحًا مع الحاج، راضيًا بالقليل، حتى لو سدد الفارق من جيبه، فمثل هذا الشرف العظيم يدفع الإنسان ثمنه من جيبه لينال الثواب من الله، وكما علمت أن الرسم الذي كان يؤخذ سابقًا من حاج الداخل كان مبالغًا فيه، وماذا تقدم الشركة سوى خدمات بسيطة! كان كما علمت 15000ريال، وربما أكثر بينما – وحسب معلوماتي- كان حاج الخارج لا يدفع سوى48 ريالًا، ويؤمن له خيمة بعرفة ومنى، وفرش ومياه باردة، إذًا لماذا اضطهاد واستغلال حجاج الداخل؟!
والشيء الغريب والطريف والمضحك، هو تقدم ملاك شركات حجاج الداخل بشكوى يعارضون فيها هذا القرار، وهو اعتراض غريب عجيب لا مبرر له بأي حال من الأحوال، فالمبلغ الذي حددته الوزارة مناسب ووافٍ وكافٍ، أعتقد أن حاج الداخل لو حج مع إحدى الحملات الصغيرة؛ فلن يكلفه حجه أكثر من 1500ريال وربما أقل، وقد جربت هذا بنفسي شخصيًّا عام 1429حججت مع إحدى الحملات الصغيرة، وكانت ولله الحمد ميسرة في كافة أمورها، كلنا جميعًا ندرك أن الوزارة تسعى من خلال التنظيم الجديد لسد الثغرات التي تحتاج لسد، وكما قلنا تقضي على الجشع والمغالاة في الأسعار؛ حيث حددت الوزارة ثلاث شرائح للمسار الإلكتروني لحجاج الداخل للعام الحالي تضاف لما كان موجودًا من تنظيمات سابقة؛ حيث جاءت الشرائح ملبية وقاضية على أسلوب التلاعب والفوضى السابقة.
وكما هو منشور عبر وسائل الإعلام، فالشريحة الأولى تبدأ من 7546 إلى 8146 ريالًا، والشريحة الثانية تبدأ من 7295 إلى 7895 ريالًا، والثالثة تبدأ من 5893 إلى 6493 ريالًا، وشريحة الأبراج 11890 ريالًا، وهناك برنامج الحج الميسر، ثلاثة آلاف ريال، وبرنامج الحج منخفض التكلفة من 3000 إلى 5250 ريالًا، وبمشيئة الله فإن هذا التنظيم الموفق سوف يعالج كل الأخطاء والسلبيات التي حدثت في مواسم الحج السابقة، والتي على رأسها الحملات غير الحقيقية (الوهمية) التي كانت تجني وتفرض مبالغ خيالية يدفعها الحاج في الداخل، وياليتها مع ذلك تصدق في وعودها، وتقدم خدمات تتناسب مع ما تحصل عليه! ما تأمله الوزارة من هذا التنظيم هو القضاء على الحملات الوهمية بشكل نهائي.
ولا شك أن دور الحاج المواطن، ثم المقيم هو الإبلاغ عن كل من يخالف التنظيم، فهذا حقه، والوزارة مستعدة لإعطائه كامل حقوقه إذا تعرض للاستغلال، أو الوقوع في حملات وهمية تسلب ماله ولا تلتزم بما اتفق عليه، فالشرائح الجديدة جاءت ملبية لرغبات كافه الطبقات من حجاج الداخل السعوديين، ثم المقيمين وبدون تعاون الجميع فكيف تستطيع الوزارة تقييم التجربة، ومحاسبة المتلاعبين وأصحاب الحملات الوهمية التي – بلا شك- تحتاج وقتًا؛ لكي تقضي الوزارة عليها لصالح المواطن والمقيم. لأصحاب حملات حجاج الداخل نقول اتقوا الله وارضوا بالقليل المبارك، والتزموا بالتنظيمات، فسمعة بلادنا فوق كل جشع واستغلال وفوضى وتلاعب، والوزارة جادة في تطبيق العقوبات على المخالفين وإلغاء تصريح من لا يلتزم، ولا أسف عليه إذا كان يرفض ولا ينصاع للتنظيمات والتعليمات الوطنية؛ فالقناعة كنز لا يفنى، وسمعة بلادنا فوق الجميع.
ختامًا، لمعالي وزير الحج وزملائه نقول بارك الله جهودكم، وسدد الله خطاكم، فكل ما تقومون به لخدمه الحاج القادم من الخارج أو الداخل، هو شرف عظيم أنتم -إن شاء الله- أهل له، والنظام الجديد – بمشيئة الله- سوف يحقق النجاح بمتابعتكم، ثم بتطبيق الأنظمة كما حُددت، وعدم التهاون مع المخالفين، والضرب عليهم بيدٍ من حديد، وإنزال أشد العقوبات بحق كل مخالف ومتجاوز ومستغل ومعاند، وإن شاء الله سوف ينعم الحاج بحج موفق يتوافق مع استطاعته وقدرته. والله من وراء القصد.
[/JUSTIFY]