المحليةالمقالات

الثانوية العامة قفز حواجز

الثانوية العامة قفز حواجز

دخلت الأسرة السعودية منذ ايام في مصارعة مع الموج الهادر وضيق الخاطر بقرب حلول اختبارات نهاية العام الدراسي , وكالعادة ياسعادة رغم محاولات التربويين التخفيف على الطلبة وأهلهم من رعب هذه الفترة من السنة إلا أن هناك ( [COLOR=crimson]بعبعاً [/COLOR]) يطارد المقبلين على الخروج من عنق زجاجة الثانوية العامة .

هذا الهاجس النفسي والذهني يبدأ مع الطالب من بداية العام الثاني الثانوي ويستمر للثالث الثانوي بإختبارات ربما يرى أهل الاختصاص أهميتها بينما يرى أهل الطالب صعوبتها , فهي تدخلهم مع إبنهم في حلبة سباق مع الحظ وتضع أمامهم الكثير من الحواجز الاختباراتية ( على نسق الاستخباراتية ) .

[COLOR=crimson]الحاجز الأول[/COLOR] المطلوب اجتيازه بقوة ونشاط هو اختبار القدرات بفترتيه ( [COLOR=blue]الأولى والثانية [/COLOR]) وقسميه ( الكمّي واللفظي ) , ناهيك عمّا يمثله هذا الاختبار ( الحاجز ) من بعثرة فكرية ونفسية للطالب قوامها أن العام الدراسي بأكمله ربما يتوقف عند الدرجات المنخفضة في القدرات لما يمثله من تقييم للطالب .
أعتقد كان الهدف الأساسي عند تطبيق فكرة اختبار القدرات هو توجيه الطالب للجامعات التي يمكن قبوله فيها وإيجاد فرص متساوية بين طلبة الفكر العملي والفكر الأدبي . والآن بعد مضي سنين على التطبيق للبحث عن تساوي الفرص لم ينفع كثير من الطلبة ( كمّيهم ولا لفظيّهم ) وبقي الحال على ماهو عليه ( الانتظار في قائمة الانتظار ) .

وعلى الطالب إن حالفه الحظ وسلم العثرة مع الاختبار أن يخرج بجهده الشخصي والأسري من تأثير الجهد المبذول أثناء التحضير والأداء , وعليهم ( أي الأسرة والإبن ) أن يتجاوزا المردود العكسي على المستوى الدراسي والتركيز الذهني للطالب في دراسته.
وإذا لم يحالفه الحظ ( [COLOR=green]وراحت علومه علوم في الاختبار [/COLOR]) حينها نقول على السنة بكاملها السلام .

[COLOR=crimson]الحاجز الثاني [/COLOR]الاختبار التحصيلي واستطيع تسميته ([COLOR=blue]التحميلي[/COLOR]) فهذا الاختبار يحمّل الطالب وكل من يعرفه فوق طاقتهم فهو يشبه ( كشف الحساب ) لكل ماتعلمه الطالب في السنواث الثلاث للثانوية العامة ويرتكز في جزءه الأكبر على مادة الرياضيات والعمليات الحسابية المعقدة ( وجهة نظر ) .
هدف الاختبار الوفاء بمتطلبات الجامعات وكلياتها العلمية ( ليس بالتأكيد ) فربما هناك هدف آخر لهذا الاختبار هو الذكرى عملا بالمقولة ( الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان ) فعلى الطالب أن يتذكر ماضي الأيام الخوالي ويندم على فترة المراهقة الطاغية التي أشغلته عن الجمع والتحصيل في الأول والثاني الثانوي .

يقع بين كل ماسبق من حواجز الحاجز المنهجي ( [COLOR=green]اختبار منتصف ونهاية العام [/COLOR]) وهذين الاختبارين حكايتهما حكاية الكثير من الأسر ممن لديهم أبناء في المدارس أكانوا صغارا أو كباراً يعلمون ماتعنيه الاختبارات النصفية والنهائية للدراسة .

الراية الأعلى والأوضح لهذين الاختبارين إعلان حالة الطواريء في المحيط الأسري والاجتماعي , حظر التجول في الحارات والطرقات , قطع الزيارات , عدم اللف والدوران بالسيارات , منع مشاهدة المسلسلات وسماع الأغنيات , بالمختصر البسيط حدوث الكثير من التغييرات في بعض العادات . وبعد كل شيء إن نجح الطالب له الحق أن يقول ( هات وهات ). وإن لم ينجح على الأهل أن يرددوا ( [COLOR=green]الثعلب فات فات [/COLOR]) ولايفكروا ابداً في الجامعات . وللجميع أجمل التحيات

[ALIGN=LEFT] [COLOR=green]عطية الخلف[/COLOR]كاتب بصحيفة مكة الألكتروينة[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الأستاذ/ رحال

    ———-

    طرح رائع، و يجاري حديث الساعة..

    و سأقول رأيي، لأني خضت تجربة شبيهة من قبل..و كانت مرهقة بمعنى الكلمة من حيث بذل المجهود، تاركاً خلفي التفكير، و الضغوط النفسية، معتبراً أنها فترة بذل و ليست ( للضنك)، و أن الله لن يخذلني طالما لم أقصر، و أنه سيكتب لي الوصول للمجال الذي يناسبني…

    و أعتقد بكل صراحة و رغم كل الضغوط الملقاة على عاتق الأسرة و على التلميذ الدارس، فإن الاختبارات و التقييمات تصب في مصلحة التعليم، و مصلحة الدارس أيضاً..

    فهي ترفع من كفاءة التعليم عن طريق إخراج الشخص المناسب في المكان المناسب.. هذا طبعاً يحدث إن طبقت كما ينبغي مراعية القدرات، و الكفاءات، بعيداً عما يحدث وراء ذلك..

    و بالنسبة للطالب أو الدارس، فإنها تأهله للمجال الذي يناسب قدراته و المكان الذي يمكن أن يبدع فيه..

    فهي في الجانبين مفيدة..

    أما الناحية النفسية فهي المسيطرة، و نحن من نساعد على توترها، عن طريق بث التخويف..و هنا يأتي دور الأسرة..

    ف الأسرة ..و من حول التلاميذ من مدرسين و أقران ..قادرون على محو ما يتخيله التلميذ من (بعابع) و عراقيل.. عن طريق التهيئة النفسية، و الاستعداد الدائم لإفراغ الحصيلة المعرفية التي اكتسبها طالب العلم

    ————–

    بارك الله فيك

    و شكراً لك على هذا الموضوع المهم جداً

  2. من الواقع ومحاكاة الواقعية نفسها
    تظل هذه الاختبارات دخيلة على طلابنا تضيف للرعب رعب وهو ال بعبع الذي يحاول ان يرعب حتى الاهالي
    ربما فيه من هضم الحقوق المعرفية وربما فيها من القسوة العلمية ( إن صح التعبير ) عليهم
    ولكن ليس امامنا إلا الرضوخ لها ومحاولة إطالة السيقان لنتقن القفز بثقة
    وكل شي على الله

    مبدع كاتبنا الفاضل
    بقلمك يغوص في كل البحار كدرها وصافيها ولا غرق ماشاء الله

  3. الأستاذ/ رحال

    ———-

    طرح رائع، و يجاري حديث الساعة..

    و سأقول رأيي، لأني خضت تجربة شبيهة من قبل..و كانت مرهقة بمعنى الكلمة من حيث بذل المجهود، تاركاً خلفي التفكير، و الضغوط النفسية، معتبراً أنها فترة بذل و ليست ( للضنك)، و أن الله لن يخذلني طالما لم أقصر، و أنه سيكتب لي الوصول للمجال الذي يناسبني…

    و أعتقد بكل صراحة و رغم كل الضغوط الملقاة على عاتق الأسرة و على التلميذ الدارس، فإن الاختبارات و التقييمات تصب في مصلحة التعليم، و مصلحة الدارس أيضاً..

    فهي ترفع من كفاءة التعليم عن طريق إخراج الشخص المناسب في المكان المناسب.. هذا طبعاً يحدث إن طبقت كما ينبغي مراعية القدرات، و الكفاءات، بعيداً عما يحدث وراء ذلك..

    و بالنسبة للطالب أو الدارس، فإنها تأهله للمجال الذي يناسب قدراته و المكان الذي يمكن أن يبدع فيه..

    فهي في الجانبين مفيدة..

    أما الناحية النفسية فهي المسيطرة، و نحن من نساعد على توترها، عن طريق بث التخويف..و هنا يأتي دور الأسرة..

    ف الأسرة ..و من حول التلاميذ من مدرسين و أقران ..قادرون على محو ما يتخيله التلميذ من (بعابع) و عراقيل.. عن طريق التهيئة النفسية، و الاستعداد الدائم لإفراغ الحصيلة المعرفية التي اكتسبها طالب العلم

    ————–

    بارك الله فيك

    و شكراً لك على هذا الموضوع المهم جداً

  4. من الواقع ومحاكاة الواقعية نفسها
    تظل هذه الاختبارات دخيلة على طلابنا تضيف للرعب رعب وهو ال بعبع الذي يحاول ان يرعب حتى الاهالي
    ربما فيه من هضم الحقوق المعرفية وربما فيها من القسوة العلمية ( إن صح التعبير ) عليهم
    ولكن ليس امامنا إلا الرضوخ لها ومحاولة إطالة السيقان لنتقن القفز بثقة
    وكل شي على الله

    مبدع كاتبنا الفاضل
    بقلمك يغوص في كل البحار كدرها وصافيها ولا غرق ماشاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى