الإسلام السياسي ووسيلته
فاطمة المزروعي
الأداة المثلى للتنفيذ هي الحركات والمنظمات الإسلامية، ويتم تعريفها بين متابعي نشأتها ودراسي تاريخها، بأنها حركات تهدف لحكم الناس، وعرف على نطاق واسع أن أرباب هذه الحركات لا يأتون بخطابات مباشرة تبين أهدافهم للانقضاض على الناس، وإنما يرفعون شعارات الإصلاح والعدالة، وفي بعض المجتمعات الأكثر محافظة – تديناً – يرفعون شعارات تطبيق الشريعة الإسلامية، والبعض يتحدثون عن الحضارة الإسلامية الغابرة، وأنها سقطت وانهارت ويجب عودتها، وغيرها من الكلمات التي تجيش الناس، وبخاصة شحن الحماس في قلوب الشباب والفتيات.
وهم دوماً يستغلون العمل الاجتماعي، ويقيمون الجمعيات الخيرية، فيوزعون المساعدات على الفقراء وفق خريطة ولاء وانتماء كل فقير، وبالتالي يفرزون ويقسمون المجتمع، وهذه الطريقة تتم بالخفاء وبهدوء، فلا يقدمون رغيف الخبز لمن يختلف عنهم أو يؤمن بمبادئ تتقاطع معهم، أما وسيلتهم لاستقطاب الشباب فهي دعم الأنشطة الرياضية وإقامة المخيمات، وخلالها يتم غسل الأدمغة وشحن النفوس بالكراهية على مجتمعهم.. وهذه جميعها أمور نشرت في كتب، إما بأقلام لرواد وزعماء هذه الحركات، أو آخرين خرجوا من هذه الجماعات فكتبوا عن تجربتهم، وما أقوله يأتي لنختصر على أنفسنا المرارة، ونطلع على تجارب البعض من جيراننا .. لأن فيها مضامين مهمة.
[/JUSTIFY]