حروف كثيرة منثورة هنا وهناك تتلاقح أحيانا وتتصارع حيناً آخر ويلاحظ المتابع إن حدة الصراع بين كتاب مختلفين هي الصفة الغالبة على بعض المتنفسين في تغريداتهم عبر تويتر وباختلاف مشاربهم ومذاهبهم وطوائفهم وأديانهم أحيانا .
لغة الحوار لغة متشجنة عند بعض من يسطر حروفه عبر هذا التطبيق الذي لم يخترع ليكون مجالاً لاختراع الإشاعات أوالتهم وإلصاقهـا بالمخالفين بل لتواصل حر نزيه ومتنفس جيل يتحاور فيه أو يتواصل الآلاف والملايين لبعد المسافات واختلاف البيئات والثقافات والطبقات مجرد تقنية تواصل اجتماعي وكعادة العرب في التعامل مع التقنيات الحديثة تغلبنا فطرة الصراع البيني لاتخاذ منصات إطلاق لقصف الآخرين بطريقة داعشية أحيانا لاتبقي ولاتذر مشكلة الجيل الجديد إنه لايزال يتعامل مع التقنيات الحديثة بشكل مقلوب لغير ما صنعت له وهذا يدل على عدم تكوين وعي حضاري مرارة الاتصال العربي أصبحت بمرارة أحداث القتل اليومية فمن لم يقتل بسلاح ناري قتل بسلاح الكلمة وطعن بحرف تويتري ناري أشبه بشهاب حارق .
والمتأمل بعمق في بعض حوارات الكلمة عبر تويتر يلحظ إنهـا خرجت في كثير من الأحيان عن طريقهـا الصحيح وأصبحت إما حوارات هزيلة أو لا ترقى لمعنى صحيح لحوار جاد وصادق .
هناك فئات من الناس مشغولة بتصيد أخطاء الآخرين ومتنفسهـا الوحيد هو التشفي من سقطات المخالفين وليس هذا من أدب الحوار في شيء بل هو لون من ألوان المرض النفسي أو التخلف العقلي وبجولة سريعة في حوارات ولقاءات تويتر في شبكات التواصل في الشرق والغرب تجد إنهـا أكثر عمقاً وأوسع إدراكاً ووعياً لمعنى تلك التقنية التي لم يتعب مخترعهـا لتكون متنفساً لحماقات الآخرين وتشنجاتهم العصبية .
مؤلم أن يكون الشباب العربي وبالأخص الخليجي خارج نطاق الحوارالعالمي والتواصل الذي يجمع بين ثقافات مختلفة وصور متباعدة من دنيا العالم اليوم . و ما أحوجنا في شبكات التواصل الاجتماعي إلى مراجعات فكرية وحوارية ثرية للأخذ بعقول الجيل الجديد نحو تواصل أكثر حضارة ورقياً وأقوم طريقاً وما أجمل أن تعالج الأخطاء بأساليب راقية ومثمرة وغير مدمرة للآخر.
لست مع من يترصد أنفاس الحروف بل مع غض الطرف والعذر والتسامح في التعامل مع أخطاء الآخرين عبر توتير أو غيره من تقنيات التواصل والحوار .