المقالات

في هذه الأثناء

في زمن التدهور الحضاري وانتهاك الإنسان والترويج لشريعة الغاب وفي غفلة الزمن ودورة الحياة المعاصرة .
في هذه الأثناء كان هناك من يمجد القتلة والظلمة ويشرع لهم القوانين والأنظمة التي تحميهم وتكرس بقاءهم على كراسي الظلم والجور.
وفي زمن التغول الأممي على دول العالم الثالث وفرض سياسيات التوسع والتقسيم على حساب أمم ودويلات أخرى ترعاه الغول الأمريكي الذي يبتسم في وجوه قادة عرب.
في هذه الأثناء كان التغني بحضارة الغرب والديموقراطية الغربية ديدن مثقفين متأمركين أكثر من الأمريكان ومتعاطفين مع جريح غربي في شارع غربي بينما يبررون قتل الأطفال والنساء والشيوخ في دول بعيدة كل البعد عنها بمحيطات وقارات .
مع صفير الرياح بين خِرق الجوعى وصراخ المرضى والثكلى في شوارع عربية
في هذه الأثناء كانت أبواق إعلامية مأجورة تشيد بإصلاحات اقتصادية هزيلة وتطور حضاري ينافس دولا كبرى ناهضة متطورة.
ومع مشاهد القتل اليومية وأرتال الجثث والجنائز في عواصم عربية شهيرة

في هذه الأثناء كان الغناء البذيء والرقص والعري الفاضح عادة يومية لقنوات عربية رائدة في نشر الفسق والفجور والطرب كأن شيئاً لم يحدث وألوان الدماء هي مجرد لوحة رسام غبي لا تصور واقع الأمن والهدوء التي تعيشهـا الشعوب العربية .

وفي ظل الانتكاس الاقتصادي والخسائر المالية المتتالية والتهديد بإفلاس منتظر

في هذه الأثناء يظهر على الشاشة العربية الكبيرة محلل اقتصادي ومنظر مالي ليقول لنا إن الأمور بخير والخير قادم لامحالة وكل ماجرى سحابة صيف لا تستدعي كل هذا الخوف والقلق ولاداعي لإصلاحات اقتصادية لا تعتمد على النفط ؟!
ومع مطلع كل عام دراسي جديد تتهيأ بنايات نخرها السوس مهددة بالتصدع والانهيار في هذه الأثناء تتكرر تصريحات وزراء ومسؤولين عن عصر علمي وفتح جديد وبيئة تعليمية متطورة مع بعض التغييرات في مقاعد الدراسة وألوان الطلاء لفصول تبعث الطلبة على الاكتئاب والتسرب .
في غمامة بيئة صحية تفوح منهـا رائحة الكلور ولايجد المريض سريراً لعلاج حالة طارئة ولا حتى طبيب طواريء يسمح حتى باستقبال حالة واحدة حرجة وفي ظلام أخطاء طبية خطيرة

في هذه الأثناء تمتليء أروقة المستشفيات بتقارير تلفزيونية وندوات مفضوحة عن وضع صحي جيد وبيئة تحاكي أرقى المستشفيات العالمية المتقدمة ينقلهـا أطباء بيطريون في الغالب ؟؟
في كل وجع عربي يومي وشهري وسنوي وفي حالة انهيار عربي سياسي واقتصادي شامل وكامل بامتياز

في هذه الأثناء يطل علينا بعض الساسة بابتسامة خبيثة مبشراً بالإصلاح ومنافسة الدول المتقدمة وإصدار قوانين وقرارات بوعود لاتعدو كونهـا ذراً للرماد في العيون وخوفاً من اشتعال ثورة عربية جديدة.
ماذا بقي بعد هذا الواقع العربي المؤلم والمخزي والذي يبعث على الاستفراغ والعار
وما عسى القلم أن يكتب وما الذي يسطره المثقف الوطني الحر النزيه

أو يقول .في هذه الأثناء ؟؟!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى