المسؤولية الاجتماعية تفرض على رجال الأعمال التطوع من خلال تقديم الخدمات المعنوية والمالية للمجتمع في كل البلدان والمجتمعات، وفي بلد الخير المقدس وفي ظل حكومة الخير وفي زمن الخير يقوم بعض رجال الأعمال بمسؤوليتهم الاجتماعية بكل كفاءة، وذلك من مبدأ رسخه الدين الإسلامي الحنيف في قوله تعالى ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )(المزمل:20)، وهذا يعتبر بمثابة الارتباط الوثيق بالخير والعمل الصالح .
ولعل ما حدث في مكتب سمو أمير منطقة مكة المكرمة من توقيع عقد إنشاء أول مجمع طبي مخصص؛ لتقديم الخدمات لمرضى السرطان بالمجان، يجعلنا نفتخر بالإنسان السعودي الذي رغم أن الدولة -حفظها الله- تقدم العلاج بالمجان للمواطنين إلا أن ذلك لم يثنِ عزم ثلة صالحة من رجال أعمال هذا الوطن من المساهمة بهذا العمل الجليل؛ طلبًا للأجر من الله سبحانه وردًا لجميل هذا الوطن الكريم مع أبنائه وقياما بالمسؤولية الاجتماعية. وهذا يعد تجسيدًا لمبدأ التكافل الاجتماعي، ومن هنا يمكن أن نستشعر قوله تعالى (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ)(البقرة:184)، وأن ندعو الجميع للقيام بمسؤولياتهم الاجتماعية خدمةً للوطن والمواطنين كلاً حسب مقدرته ومايملك من فكر ومال.
كما نسأل الله العلي القدير للقائمين على هذا المشروع أن يبارك لهم في صحتهم وأولادهم وأموالهم وأن يزيدهم من فيض نعمه، أنه ولي ذلك والقادر عليه.