المقالات

مجمع طبي مجاني لمرضى السرطان

في هذا البلد المعطاء قيادة وشعبًا، جُبل الجميع على حب الخير وفعله داخل الوطن وخارجه؛ طلبًا للأجر والمثوبة من رب العزة والجلال سبحانه وتعالى.
ففي كل يوم نسمع عن عمل خيري يستهدف فئة أو فئات تحتاج له ولوقفه، عن محبي الخير، الحريصين على البذل والعطاء خدمة لغيرهم، بل ويسعدون بذلك، وبالأمس القريب وقع صاحب السمو الملكي، أمير منطقة مكة المكرمة مشروع إنشاء مجمع طبي مخصص لعلاج مرضى السرطان -شفاهم الله جميعًا- بتكلفة بلغت 147مليون ريال، سوف يعمل به فريق تطوعي من جمعية الإيمان الخيرية لرعاية مرضى السرطان والفحص المبكر، ووحدات العلاج اليومي.
هذا المشروع الجبار الضخم الذي سوف يستفيد المرضى من خدماته مجانًا، هو عمل نسأل الله أن يبارك فيمن تحمل تكاليفه وتبرع به بناءً وعلاجًا وصيانةً، كما نسأل الله أن يكون فاتحة خير وشفاء لأولئك المرضى الذين يعانون المرض لسنوات ويحتاجون توفر العلاج، وخصوصًا تلك الفئات غير القادرة على دفع تكاليف العلاج، أو التي لم يصلها الدور لكي تتمتع بالعلاج، هنيئًا لمن وقف وراء هذا المشروع الإنساني الخيري الجبار، الذي يدل على قوة التكافل بين أفراد المجتمع، هذا الشخص أو الأشخاص الذين يرعون هذا المشروع، أحسبهم بإذن الله على خير كثير من الله، وثوابهم وأجرهم عنده عظيم طالما أن الإنسان الذي يقف وراءه يحتسبه لوجه الله، فليُبشر بذلك بمشيئة الله هذا المجمع الذي أتمنى أن يطلق عليه اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، رجل الأعمال الخيرية والإنسانية في الوطن العربي، تقول التقارير الصادرة عن السجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية إن 40% من الأمراض السرطانية يمكن الوقاية منها إذا شُخصت تشخيصًا مبكرًا سليمًا و20% من الأمراض يمكن معالجتها، وحسب الدراسات، فإن سرطان الثدي هو السرطان الأول، ثم يأتي سرطان القولون، يليه سرطان اللمفوما، ورابعًا سرطان (اللوكيميا) ثم سرطان الكبد، يليه سرطان الغدة الدرقية، فسرطان الجلد، يتبعه سرطان الرئة، ثم سرطان المثانة، ويتبعهما سرطان الفم، وأخيرًا سرطان اللسان؛ لذا من واجبنا نحن المواطنين أفراد المجتمع أن تلهج ألسنتنا بالدعاء لمن يرعى هذا العمل الخيري، وعلى القادرين منا القيام بأعمال مثله تخدم المرضى، والذين لا يستطيعون عليهم المساهمة بما تجود به أنفسهم الزكية لدعم مثل تلك المشاريع، فأي أجر عظيم تناله أخي المسلم عندما تسهم في علاج مريض أو توفير علاج، أو تأمين أجهزة طبية! ويجب أن نعلم أن بين أولئك المرضى أطفالًا صغارًا، كتب الله أن يعيشوا أسرى على فُرش المرض يشاهدون أقرانهم يلهون وهم عاجزون. شفاهم الله وحمانا جميعًا وذرياتنا.

ختامًا، أكرر الدعوة لمحبي الخير من رجال هذا الوطن المعطاء بأن يسهموا في رد الدَّين لهذا الوطن وأهله، الذي أعطاهم كل شيء، ويجب أن يردوا الجميل بأن يسهموا في إقامة مثل هذا المشروع الإنساني الخيِّر، كما نكرر الدعاء لمن ساهم في بزوغ هذا المشروع، جعله الله في ميزان حسناته، وأن نحتفل جميعًا -إن شاء- الله ببداية خدمة المرضى المحتاجين، وأن نشهد في السنوات القادمة مشاريع خيرية مماثلة تسهم في رعاية وسلامة وصحة الإنسان بأمر الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى