نحن خدام الحجيج
أحمد صالح حلبي
ومع انطلاق الدعوة الإسلامية على يد – رسول الله صلى الله عليه وسلم – واتساع رقعة الإسلام؛ أخذت مكة المكرمة تكتسي طابعًا خاصًا متمثلًا في الدعوة الإسلامية التي كانت آخر الرسالات السماوية، لتصبح مكة المكرمة أعظم مدن العالم وأكثرها مقصدًا؛ إذ تتجه نحوها الجباه خمس مرات يوميًّا، وتتحول نحوها الأنظار كلما جاء موعد الحج، فالكل يريد أن يسعد بجوارها أيامًا معدودات يقضي فيها فريضة الحج.
وكان من أبرز الأمور التي أرادها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – رحمه الله – أن تكون مكة المكرمة ذات طابع اهتمامي خاص يُنفَق عليها ويُسهَر على راحة وخدمة قاصديها، وكانت أولى تلك الاهتمامات الاهتمام بالنواحي الأمنية للقضاء على قُطَّاع الطرق الذين لم يسلم منهم شيخ ولا امرأة، وهذا ما رَوَتْه لنا الحقائق التاريخية.
وعلى نهجه سار أبناؤه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله-، واليوم نرى من الاهتمام والعناية بمكة المكرمة وخدمات الحجاج ما لا عين قادرة على تسجيله بذاكرة الحجيج، ولا كلمات بلاغية قادرة على تفسيره، فكل من نلتقي بهم من الحجيج يَرَوْنَ أن ما قُدِّمَ ويُقَدَّمَ لخدمة الحجاج يصعب على اللسان وصفه وعلى العين حفظه؛ فالعناية بالأمن والأمان الكاملَيْن وَضَعَا الحاجَّ في راحة نفسية متكاملة ضَمِنَ فيها الأمان على نفسه وماله، كما ضَمِنَ توفر العناية الصحية، وَسُهِّلَت له الرحلة.
وكما يقول الحجيج إن الاهتمام فاق وصفهم؛ فإننا نقول: إنكم ضيوف أعِزَّاء، وإخوة أشِقَّاء، وما قُدِّمَ لكم ليس مِنَّةً كما يصف ذلك دومًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، فواجبنا أن نكون خُدَّامًا لكم، ساهرين على راحتكم؛ لتعودوا سالمين إلى دياركم .[/JUSTIFY]