دواعشنا والحلول
حمود أحمد الفقيه
ولعل الأسرة تُمثل النواة الأولى لكشف الفكر الداعشي بين الشباب، فهي الأكثر قربًا من أبنائها والقادرة على ملاحظة التغيرات التي تطرأ عليهم في فكرهم وسلوكهم، ومن خلال هذه التغيرات تستطيع إما معالجة الوضع، أو إبلاغ الجهات الأمنية للتعامل مع هذا الشاب قبل أن يتسبب في كارثة تتمثل في قتل نفسه وقتل غيره، وهو دور مهم وغير بسيط للأسرة في حماية المجتمع من خطر الدواعش .
ثم يأتي دور الإعلام والحقيقة أن إعلامنا لم يقم بدوره في حماية الوطن من الدواعش على الرغم من قدرة الإعلام على تغيير القناعات بما يملكه من أدوات، وقدرته على توجيه الرأي العام، إلا أن منصاته شبه خاوية من برامج ذات قوة تأثيرية ملحوظة تناهض هذا الفكر وتبين أخطاره وتظهر سقطاته وعيوبه .
لعل الإعلام والتعليم يحتاجان إلى شراكة قوية في هذا الجانب من خلال استضافة أساتذة الجامعات ورجال العلم في العديد من التخصصات يأتي في مقدمتها علماء الشريعة، وأساتذة علم النفس وعلماء الاجتماع؛ لتقديم برامج ثرية تفند ماخفي على العامة من أسرار هذا الفكر الدموي وكيفية الكشف عنه ومحاربته .
لن تكفي بعض المقالات في الصحف واللقاءات الباهتة في القنوات الفضائية، فيجب إعداد خطة إعلامية علمية متكاملة مضادة لهذا الفكر وإلا سيزيد انتشاره بين الشباب.
كما يجب الأخذ على أيدي المروجين لهذا الفكر من الدعاة والكتاب وتعريتهم فكريًا، وبيان انحرافاتهم العقائدية والفكرية والبطش بهم، وعدم التهاون معهم حتى لاتغرق السفينة، فالمستهدف نحن جميعًا الوطن والمواطن .[/JUSTIFY]