عبر نافذة صحيفتنا الرصينة “مكة” الإلكترونية طالعت خبرًا محليًّا يقول: أمانة العاصمة المقدسة، تدرب خريجي كلية الهندسة بجامعة أم القرى، وبغض النظر عن القسم الذي تخرج فيه أولئك الجامعيون، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُعقل أن يكون تدريب الأمانة أقوى من الجامعة؟! حقيقة هذا أمر محير، ويشكك في إمكانيات الجامعات التدريبية والتعليمية، إذا كان الأمر يتعلق بتدريب وتأهيل لوظائف معينة سوف يتم التعيين عليها يتعلق ببرنامج العمل، فهذا شيء طيب، أما إذا كان الأمر يتعلق بإعادة تدريب في مجال التخصص، فتلك كارثة وتشكيك صريح في إمكانيات أو إمكانات الجامعة، وأن الكادر التعليمي والتدريبي غير مؤهل، نعم نحن مع التدريب كما قلت إذا كان الخريج سيتم تعيينه بالأمانة، وسوف يتم تعريفه على برنامج العمل أو أنظمته، أما تدريب كامل قد يمتد إلى 6 أشهر أو العام، فتلك هي الطامة، هذا الشيء نلمسه من بعض شركات القطاع الخاص التي كانت في السابق عندما تستقبل خريجي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أو الجامعات أو غيرها، تقوم بإعداد دورة تدريبية لهم تصل إلى سته أشهر أو أكثر، لكن شركات القطاع الخاص، وبإصرار من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أصبحت توقع عقودًا مع المتدربين لكي يعملوا لديها بعد التخرج، تدريبًا منتهيًا بالتوظيف، وبإمكان الشركة متابعة التدريب لترى البيئة الجيدة المتكاملة للتدريب، هنا استطاعت المؤسسة أن تسوق خريجيها كما تريد لكي يكونوا متواجدين بسوق العمل السعودي.
نعود لجامعة أم القرى، وبودي أن يوضحوا لي الحقائق حول الموضوع، فربما أكون مخطئًا، وليعلم المسؤولون بالجامعة أنني أسعد أن أكون مخطئًا؛ لأنني أعرف أن إمكانيات جامعاتنا كبيرة، ومنها جامعة أم القرى، وليتني أعرف ما الهدف من تلك الدورة! وخصوصًا إذا لم يكن أولئك الخريجون سوف يتم تعينيهم بالأمانة، هل يعتبر تدريبًا تعاونيًّا لقياس مستواهم؟! وهذا تشكيك آخر في إمكانيات الجامعة، فالذي نعرفه أن خريج الجامعة تلقى كل العلوم الخاصة في تخصصه، ولا يحتاج تدريبًا إلا إذا كان لا تتوافر وظيفة في تخصصه، وهناك رغبة لمواصفات معينة في أن يعين على وظيفة تختلف كليًّا عن كل ما تعلمه.
من حق الأمانة أن تحصل على خريجين فاهمين في التخصص الذي درسوه، وبالتأكيد هم تدربوا عليه بالجامعة، وحصلوا على تكثيف كامل في مناهجهم، لكن ليس من حق الأمانة إعادة التدريب والتشكيك في حقها، فقط التدريب كما قلنا للخريجين إذا كانت ستقوم بتوظيفهم وتريد تدريبهم على نظام العمل وملحقاته.
كما إنني أقول: إنه من حق الخريجين الذين ستقوم الجامعة بتدريبهم أن يرفضوا تكرار ما تعلموه كي لا يشوشوا على معلوماتهم؛ فيفقدوا التركيز ويشكّوا في أن ما تعلموه كان خطأ، وهذا هو الأمر المحيّر.
أكرر: أتمنى أن أكون قد فهمت خطأً، وأن يكون لدى الأمانة والجامعة ما يزيل اللبس الحاصل لدي، وكلنا جميعًا هدفنا هو خريجونا وجامعاتنا، وعدم التشكيك فيما تعلموه طوال أربع سنوات وربما أكثر.