شباب مكة .. شرف المكان وشرف الخدمة
صلاح عبدالشكور
إن المتأمل في حال هؤلاء الشباب ليقفز إلى ذاكرته مباشرة تلك الصور الرائعة التي خلّدها التاريخ ورواها الأواخر عن الأوائل وحكاها الخلف عن السلف عن تاريخ عريق من التكافل والرعاية والخدمة التي رسمها جيل الصحابة والسلف الصالح ممن ولوا أمر مكة وكيف قدّموا أروع صور البذل والإحسان إلى قصاد بيت الله الحرام، وها هي الصورة تتجدد اليوم، وها هي مشاهد العطاء والخدمة الشريفة تعود من جديد، وها هي المعاني تشرق بصفائها من جديد على ثرى مكة وبسواعد شباب مكة. هذه الصور المتألقة في عالم التطوع والإحسان غدت بحمد الله أنموذجاً رائعاً للشباب في العالم أجمع واستطاع بحمد الله هذا البرنامج وغيره من البرامج والأنشطة التي تعمل في ذات المسار أن تنسج ثوباً جديداً لجيل اليوم تلمع فيها أصالة المعنى وسمو الهدف وعلو الغاية ومتانة العمل؛ فالخادم ابن مكة البار والمخدوم ضيف الرحمن والمكان أعز وأشرف مكان في الوجود بيت الله الحرام أحب البقاع إلى الله، والزمان شهر البر والإحسان والعطاء، والغاية إحسان وبذل وعمل صالح، إنها رحمات تلو رحمات تحف مثل هذه المشاريع المباركة ومن يقف وراءها. وكلمة أخيرها أبعثها من القلب لكل الشباب المباركين الذين يعملون تحت لهيب الصيف ويقدمون خدماتهم لزوار المسجد الحرام أقول لهم: هنيئاً لكم الأجر والمثوبة وهنيئاً لمكة بكم وهنيئاً لوطن يحتضن أمثالكم زادكم الله توفيقاً وإخلاصاً.[/JUSTIFY]