المقالات

شباب مكة .. شرف المكان وشرف الخدمة

شباب مكة .. شرف المكان وشرف الخدمة
صلاح عبدالشكور

[JUSTIFY]لعل الزائر الكريم لبيت الله الحرام هذه الأيام لا يسعد بشيء بعد سعادته بأداء مناسك الحج والاستمتاع بمجاورة البيت والعبادة كسعادته وهو يرى مجموعات فتية من أبناء مكة المكرمة وقد شمروا عن سواعدهم وهم يخدمون قاصدي بيت الله الحرام في صورة تجسد كل معاني العطاء والبذل والمساعدة لوفود الرحمن التي قصدت بيت الله الحرام، الجانب المضيء في هذه الخدمات التي يشرف عليها برنامج “شباب مكة في خدمتك” أنها خدمات مجانية تتمثل في دفع عربات الطائفين والساعين وخاصة كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك خدمة إرشاد التائهين من الحجاج بالمنطقة المركزية وخدمة تقديم الرعاية الطبية من خلال الإسعافات الأولية الذين يحتاجون إلى عناية طبية وأيضاً حفلات الاحتفاء بالحجاج التي ينظمها شباب مكة، وخدمة تنظيم ضيوف الرحمن وإدارة الجموع في ساحات الحرم بالتعاون مع رجال الأمن، كل هذه الخدمات التي تشترك في تقديمها سواعد شبابية من أبناء مكة المكرمة هي مصدر فخر واعتزاز لكل من وفقه الله بالانتساب إلى أرض العطاء والخير والمرحمة مكة المكرمة.
إن المتأمل في حال هؤلاء الشباب ليقفز إلى ذاكرته مباشرة تلك الصور الرائعة التي خلّدها التاريخ ورواها الأواخر عن الأوائل وحكاها الخلف عن السلف عن تاريخ عريق من التكافل والرعاية والخدمة التي رسمها جيل الصحابة والسلف الصالح ممن ولوا أمر مكة وكيف قدّموا أروع صور البذل والإحسان إلى قصاد بيت الله الحرام، وها هي الصورة تتجدد اليوم، وها هي مشاهد العطاء والخدمة الشريفة تعود من جديد، وها هي المعاني تشرق بصفائها من جديد على ثرى مكة وبسواعد شباب مكة. هذه الصور المتألقة في عالم التطوع والإحسان غدت بحمد الله أنموذجاً رائعاً للشباب في العالم أجمع واستطاع بحمد الله هذا البرنامج وغيره من البرامج والأنشطة التي تعمل في ذات المسار أن تنسج ثوباً جديداً لجيل اليوم تلمع فيها أصالة المعنى وسمو الهدف وعلو الغاية ومتانة العمل؛ فالخادم ابن مكة البار والمخدوم ضيف الرحمن والمكان أعز وأشرف مكان في الوجود بيت الله الحرام أحب البقاع إلى الله، والزمان شهر البر والإحسان والعطاء، والغاية إحسان وبذل وعمل صالح، إنها رحمات تلو رحمات تحف مثل هذه المشاريع المباركة ومن يقف وراءها. وكلمة أخيرها أبعثها من القلب لكل الشباب المباركين الذين يعملون تحت لهيب الصيف ويقدمون خدماتهم لزوار المسجد الحرام أقول لهم: هنيئاً لكم الأجر والمثوبة وهنيئاً لمكة بكم وهنيئاً لوطن يحتضن أمثالكم زادكم الله توفيقاً وإخلاصاً.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى