المقالات

كش ملك!

يعرف عن العرب انهم أصحاب عواطف جياشة قصيرة المدى. ففي اليومين الماضيين تناقلنا صورة عيلان، ذلك الطفل الكردي ذي الثلاثة أعوام، واشغلنا بها أنفسنا ليل نهار. حتى أصبحت صورته “ترند”. وها نحن الآن بدأنا بإزالة صورته من المعرفات الخاصة بنا في شبكات التواصل وكان شئ لم يكن.
أرسل لنا أطفال الشام، و عيلان تحديدا، مع رحيلهم رسائل صعبة التفسير أو القراءة أحيانا. رسائل عبارة عن مسائل صعبة الحل. يتساءل عيلان انا سوري كردي، وقومي في قتال ونزاع مع تركيا, لم أصر البحر على أن يأخذني لعدوي وعدو قومي، وأصر على بقائي على شواطئهم !!!
ورسالة أخرى لماذا أنا هنا !! إلا يفترض أن أكون بين أحضان والدي في بيتنا، وأين اخي فقد كنا نلعب سويا علي متن القارب الصغير في البحر نرقب سواحل الامل الأوربية وأين أمى!! أين هي الشام أصلا هل بقي منها شئ.

أخبرنا عيلان برحيله الهادئ وهو متوسد الرمال الذهبية، وموج البحر يداعب وجهه وجسده الطاهر يسلي وحدته، ويسكن الروع الذي اسكناه قلبه الصغير.بأن الشام أصبحت مكان للكبار فقط، ليس للأطفال فيها محل. مكان تتصارع فيه القوى العظمى ولا أعني العرب ولا المسلمين.
أصبحت الشام مكان لتجربة ولتجارة السلاح الجديد، مكان تتصارع فيه قوتان لا ثالث لهما: الدب الروسي الجريح الذي تماثل للشفاء تقريبا، والنسر الأمريكي المتغطرس المتفاخر بانتصار اته. مهما اشركنا بعض الدول الهزيلة كإيران وإسرائيل وزعيم العصابة (بشرنا الله بهلاكه قريبا) ما هم إلا أداة تحركهم لمصالحها، كقطع الشطرنج بين يدي لاعبين محترفين جدا وما نحن إلا جمهور يشاهد ويترقب متى نسمع “كش ملك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى